حدث وأن كانت في زمن مضى، مهنة الصحافة مهنة تُحترم ويحترمها من يمارسها ، حتى أضحت تسمى بصاحبة الجلالة، نظرا لقدسيتها ونُبْل أدوارها، في تنمية وتقدم الشعوب.
كما أنها كانت مهنة يحسب لها ألف حساب، من طرف المسؤولين على اختلاف رتبهم و مكانتهم، سواء أكانوا في القطاع العام أو الخاص، بل منهم من كان يحاول التقرب من الصحفيين ، خوفاً من أن يتم “نشر غسيله” ، أو فضح ملفاته المشبوهة ، مع الإشارة إلى أن الصحفي لا يمكن له التستر على أيٍّ كان ، احتراما لأخلاقيات المهنة.
فكم من تقرير صحفي كان حاسمًا في الإطاحة برئيس من الرؤساء أو إخضاعه للمحاكمة ، على سبيل المثال لا الحصر : فضيحة ووترغيت ، كلينتون، بيرليسكوني، الحاج ثابت في المغرب..الخ.
لكن في زمننا هذا ، وفي ظل اختلاط الحابل بالنابل، وانتشار “الضجيج الرديء” ـ حسب تعبير الوزير السابق في الثقافة والاتصال ـ ، أصبح المهنيون فئة غير مرغوب فيها لدى من كان يتحيَّن الفرصة(… ) لتلطيخ صورة أصحاب مهنة المتاعب، و جعلهم سواسية امام “الذباب الالكتروني”، “الكهربائيين ” و”العشوائيين” و أصناف أخرى لا اسم لها و لا لون.
فرغم مجهودات المجلس الوطني للصحافة، فدرالية الناشرين و الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، اضافة الى النقابة الوطنية للصحافة المغربية.، للتصدي لظاهرة “انتحال صفة” ومن اشرت اليهم اعلاه، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.
وفي ظل هذه “العشوائية” ، اغتنم” أصحاب الشكارة” ومحتكروا الإشهار في القطاعات العمومية والشبه العمومية، الفرصة لشراء من “يُصبن احسن” ومن “يتبع الجلالي بالنافخ” كما يُقال، وغلْق الأبواب في وجه كل من لا يريد ان يصبح “منتوجًا معطِّرًا” لأجواء ملوثة بالفساد والمفسدين، وناهبي المال العام ، الذي أضحى يوَزَّع على من يقدم الخدمة ويفسد الحكاية.
أما من يريد نصيبه من الحصة الإشهارية من المنابر الاعلامية الجادّة، والوفية للمهنة والحياد التام عن شراء الذمم ، فيتم إحالته على من هم في “حكم التواصل” ليتعرض للاستفزاز ، والنظرات الدونية وكأنه “شحات” باللهجة المصرية.
ولهذا نهمس من خلال موقعنا هذا في آذان هؤلاء ، للقول : إذا كنتم تنظرون الى مؤسستنا بنظرة (… !) فنحن لسنا جبناء، او أغبياء أو لا نتوفر على ملفات و معلومات، بل نحن نفضل بالدرجة الاولى المصلحة العامة للوطن، تطبيقا لتربيتنا في مدرسة الأخلاق المهنية، العفاف والكفاف،بدل “الكراء ” او ما شابهه من التصرفات التي ساهمت في الميوعة والإذلال لـ”صاحبة الجلالة”ـ مع الاسف ـ مقابل الأموال التي أضحت وسيلة في يد “الممول ” ، لتصفية حساباته الشخصية و الإضرار بخصومه ، ولو على حساب المصلحة العامة.
وهذا لا يتماشى و”السلطة الرابعة” ، والتي حكم عليها القدر في زمننا هذا باقتسام الصفة مع (…) لتلبية رغبة أصحاب “الشكارة” و(..!) وهلم جرا.
وقد قررنا في الموقع نشر غسيل هؤلاء ، والمسؤولون “الملحقون الاعلاميون”، ومن في حكمهم!، بعد “تصبينهم” بطريقتنا “مجانا”، وليست بطريقة “التطبيل /التصبين” بالمقابل، بأسى وحسرة، على ما آلَ اليه الوضع، وما عاشه ويعيشه بعض الزملاء مما ذكرت ، لكن لابد من التصدي لمن يرى في الصحفي انه “مسترزق” او بضاغة يمكن ان تشترى بأي ثمن، باية وسيلة من الوسائل! .
هذا ما حدث، وفي انتظار ما سيحدث، اكرر مقولة الحاج نبيل:”الرجوع الى لله”.
حدث كم
التعليقات مغلقة.