السمارة: ذكرى جلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية مناسبة للوقوف على نتائجها وترسيخها في نفوس الأجيال الناشئة
قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، إن تخليد ذكرى جلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، يعد مناسبة للوقوف على نتائجها وترسيخها في نفوس الأجيال الناشئة من أجل بناء سليم للوطنية الحقة والصادقة، ضدا على مناورات الخصوم للنيل من الوحدة الثابتة التي يحق للمغاربة أن يفخروا بها ويتغنوا بأيامها وأمجادها جيلا بعد جيل.
وأضاف السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي احتضنته مدينة السمارة أمس الثلاثاء بمناسبة الذكرى الـ46 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، أن يوم 28 فبراير 1976 جسد بحق محطة من المحطات الوازنة والوارفة في سجل التاريخ الوطني الزاخر بالأمجاد وروائع الكفاح الوطني والنضال المستميت الذي خاض غماره العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الأبي بالتحام وثيق وترابط متين من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.
وأبرز أن حاضرة السمارة قدمت، بحكم إشعاعها الروحي والجهادي، المثال على حضورها الوازن في قلب الأحداث، والقدوة والنموذج بعلمائها وصلحائها ومجاهديها ورجالاتها في معارك التحرير، التي سقوا ثراها بدمائهم الزكية، وسطروا خلالها أروع الملاحم والبطولات وروائع الكفاح الوطني، مذكرا بأنهم جسدوا بصدق قوة واستمرارية وعمق تمسكهم بالمقدسات الدينية والثوابت الوطنية، وتشبثهم بالهوية المغربية وتعلقهم المتين بأهداب العرش العلوي المجيد ووفائهم لأصالتهم وثباتهم على المبدأ.
وسجل أن أبناء اقليم السمارة عبروا في كل المحن والمحطات العصيبة عن تجندهم الدائم للذود عن حياض الوطن وحماية حدوده وصيانتها، وانخراطهم الطوعي والتلقائي في طلائع صفوف جيش التحرير بالجنوب المغربي، وفي كافة أشكال المقاومة والنضال الوطني بحاضرة السمارة وباقي أرجاء الصحراء المغربية، في مواجهة قوات الاحتلال الأجنبي رغم قوة وتطور عدتها وعتادها، إذ كان سلاح المجاهدين من أهل الصحراء المغربية وباقي الملتحقين بهم من سائر ربوع المملكة، الإيمان بعدالة القضية الوطنية والتمسك بالشرعية والمشروعية التاريخية والتشبث بالدفاع عن الحق والحرية والكرامة.
وأكد على أن الاحتفاء بهذه الذكرى الغالية يتزامن مع العديد من التحولات والمتغيرات التي فرضت نفسها على الساحتين الوطنية والدولية وفي مقدمتها ما ألم بالعالم جراء تفشي جائحة كورونا (كوفيد-19)، وثانيها المستجدات الهامة التي تعرفها القضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية وما تحقق في هذا المضمار على المستويين الإقليمي والدولي من مكاسب وانتصارات بتوجيهات ملكية سامية ووجيهة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للدبلوماسية المغربية، التي توجت بالاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، وهو القرار الذي يأتي منسجما مع الموقف المغربي الساعي جاهدا إلى ترسيخ النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، ويمثل نقلة نوعية في تعاطي المنتظم الدولي مع القضية الوطنية.
وذكر السيد الكثيري بالمنجزات والمكاسب التي تم تحقيقها باقتدار وبعد نظر الدبلوماسية المغربية، والمتمثلة بشكل رئيسي، في فتح القنصليات العامة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مما سيفتح آفاقا رحبة لمسار ملف القضية الوطنية على المستوى الإقليمي والقاري والدولي في عمليات بناء الثقة، لاسيما في ما يتعلق بجلب الاستثمار وإنعاش أوراش التنمية المجالية، وتحقيق نوع من التكامل بين الجهات وإرساء أسس الحكامة الجيدة وخلق مناخ استثماري تنافسي وجذاب من خلال ضمان الانفتاح على إفريقيا القارة الأم.
وتم، خلال هذا المهرجان الخطابي الذي حضره عامل إقليم السمارة حميد النعيمي وعدد من المنتخبين والأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم العيون، كعربون وفاء وبرور بما استرخصوه من نفس ونفيس وما قدموه من تضحيات جسام في ملحمة الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، كما تم تسليم إعانات مالية لفائدة عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم.
ح/م
التعليقات مغلقة.