غياب المغرب عن عملية التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد التدخل الروسي في أوكرانيا..موقف متميز
هناك خريطة جيوسياسية وجيوإقتصادية تتشكل من جديد في العالم، ولربما أدركت الدولة المغربية ذلك، من خلال تسجيل مواقف سياسية وسيادية في أحداث إقليمية ودولية مختلفة.
وكان غياب المغرب عن عملية التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد التدخل الروسي في أوكرانيا، موقف متميز ، ونظرة جديدة في العلاقات الدولية، وبعد موقف المغرب جاء موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليعلن من قلب أوروبا أن العالم يعيش نهاية الهيمنة الغربية، التي إمتدت في القرن (18,19,20)، وأن الأمور تغيرت، بسبب تراكم أخطاء الغرب، وبعض الاختيارات الأمريكية الخاطئة، وأعترف بأن هناك قوة صاعدة قادمة تتمثل في روسيا، والصين، والهند، وصعود للدول الإفريقية.
وأن المشهد السياسي الدولي قد تغير تماما، وحديث الرئيسي الفرنسي أطفأ عصر الأنوار في أوروبا، بحمولتها الثقافية والإجتماعية وبحمولتها السياسية، وبهذا يكون رئيس فرنسا أكد المقولة الجغرافية التابثة، وهي أن الثالث هو الأرض وأن المتحرك هو الإنسان، وبالتالي فإن أوروبا ستحتفظ بجغرافتها الأوروبية، ولن تتمكن من الإحتفاظ بقوتها السياسية والإقتصادية أو حتى العسكرية، ويبدو أن القرن 21 ستكون فيه القوة الآسيوية هي الأولى في العالم.
د.الحسن عبيابة وزير سابق واستاذ جامعي
التعليقات مغلقة.