+ د.حسن عبيابة: في توجه جيوسياسي ونظرة مستمدة من التاريخ والجغرافية المشتركة، يأتي موقف إسبانيا الإيجابي الذي كان المغرب ينتظره، لقد جاءات نتائج أخطاء إسبانيا بعد مراجعتها إيجابية، ولربما لولا خطأ إسبانيا بإستقبالها زعيم البوليساريو الوهمي ، لما كانت الأزمة بين البلدين ولما توصلت إسبانيا والمغرب اليوم إلى هذا التوافق الذي توج بقناعة إسبانيا بتأييد مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
إن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك محمد السادس، التي تضمنت في محتواها الأساسي إشارات قوية لدعم إسبانيا للمغرب في خياراته الاستراتيجية الضامنة لسيادة المملكة على كافة ترابها الوطني، والاشادة بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل للنزاع سنة 2007 ، كما أن الإعلان عن موقف إسبانيا الإيجابي من قضايا المغرب الوطنية، أضفت سموا في إبراز الموقف الإسباني ليس لأنه بلد أوروبي فقط، ولكن لأنه بلد جار ، وتربطه مع المغرب التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك في ظل تطورات إقليمية ودولية تتطلب التعاون والإنخراط في قضايا إستراتجية مشتركة.
كما أن مضامين رسالة السيد رئيس الحكومة الإسبانية التي أكدت على بناء علاقة جديدة، والشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل واحترام الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين ، والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، قد حددت طبيعة العلاقات مستقبلا، كما أن وصف المغرب بأنه صديق كبير وحليف، وإتخاذ خطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين
سيجعل العلاقة الجيوسياسية أساسا للتعامل في المنطقة المتوسطية، والتعاون في كل المصالح المشتركة.
وبهذه المناسبة نشيد بالدبلوماسية الملكية الرشيدة التي تؤكد يوما بعد يوما، أن المغرب بلد كبير ويحترمه الكبار، وسنبقى كأحزاب وكشعب داعمين لكل خطوة يقوم بها عاهل البلد لما فيه صالح الأمة المغربية.
+وزير الثقافة والاتصال والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة سابقا ، والناطق الرسمي للإتحاد الدستوري حاليا
التعليقات مغلقة.