حدث ، وفي كل مناسبة، يُذكِّر جلالة الملك بالتعامل مع الجوار بالحسنى ، لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وخاصة مع جيراننا في الشرق والشمال ،شريطة توفر الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد. والمغرب بقيادة جلالة الملك حريص كل الحرص على ترسيخ كل مبادئ النبيلة التي من شأنها تحقيق السلم و التعايش بين الشعوب ، لكن مع الاسف لم يُعامَل بالمثل، بل وأن جارتنا الشرقية ومنذ استقلالها، دأبت على معاكسة المغرب و الطعن في وحدته الترابية ، خاصة بعدما حرر أقاليمه الجنوبية من الاستعمار الاسباني، حيث صنعت “وهمًا” جعلته أداة في يد الكابرانات، لضرب المغرب كلما سنحت لهم الفرصة، لا لشئ إلاّ لحقد دفين يُجهَل سببه… فقط لا غير.
وقال جلالة الملك في خطابه السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت الماضي، بأن “المغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل، وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب، والمغرب مستهدف أيضا، لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار، التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات، التي يعرفها العالم”.
ورغم ذلك – يضيف جلالة الملك- “فالمغرب والحمد لله، معروف بسمعته ومكانته، التي لا نقاش فيها، وبشبكة علاقات واسعة وقوية، ويحظى بالثقة والمصداقية، على الصعيدين الجهوي والدولي”، مؤكدا “أننا سنواصل مسارنا، أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين”.
كما أشار في ذات الخطاب الى الجارة إسبانيا ، قائلا أن “هناك من يقول بأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت، هذا غير صحيح. المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون، لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار، وهو نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا إسباني”، مؤكدا بان المغرب “يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو شانسيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات”، فانتهى الكلام منذئذ.
فكان الجواب، ولو متأخرا، صدر على اثره بلاغ للديوان الملكي معبرا عن حسن النوايا، وطي ملف الخلافات التي كانت تطفوا على السطح من حين لآخر، وخاصة ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية، حيث لقيت الرسالة الاسبانية استحسانا وطنيا ودوليا ، لا سيما و أن مضمونها أكد على أن “المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية”، وهو ما يتماشى والمقترح الذي قدمه المغرب الى الامم المتحدة سنة 2007 لأنه هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع المُفتعل و الذي دام لأزيد من 47 سنة.
وباقتراب انتهاء فترة “الوهم” ، جن جنون “كابرانات لاندوشين” الذين لا زالوا يفكرون بتلك العقلية البائدة، واعتبروا الرسالة الإسبانية للدولة المغربية “انقلابًا مفاجئا “، وسارعوا الى استدعاء سفيرهم في مدريد للتشاور، كما فعلوا سابقا مع فرنسا، و حين طال الأمر قرروا اعادته بدون رغبة من فرنسا ، وهذا ما سيحصل أيضًا مع اسبانيا، ما عدا اذا ما قضي الامر قبل ذلك .
هذا ما حدث، وفي انتظار ما سيحدث في مخيمات الرابوني ، وفي قصر المرادية، لنا عودة للموضوع.
التعليقات مغلقة.