انعقدت امس السبت بالدار البيضاء، المناظرة الوطنية السابعة للجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، التي تتناول دور المصحات الخاصة في تجويد المنظومة الصحية بالمغرب.
ويشكل اللقاء المنظم من قبل الجمعية تحت شعار “إعادة تنظيم المصحات الخاصة، رافعة من أجل منظومة صحية فعالة”، مناسبة للتداول والنقاش حول السبل والآليات الكفيلة بجعل المصحات الخاصة تضطلع بدورها في تحسين المنظومة الصحية الوطنية ومواكبة الاستراتيجيات والأوراش الملكية في هذا المجال، وعلى رأسها ورش تعميم الحماية الصحية.
وفي هذا الإطار، أبرز رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، رضوان السملالي، أن المناظرة السابعة للجمعية تأتي هذه السنة في سياق جد مهم، باعتبار أن هذه الدورة تعد الأولى بعد توقف دام لسنتين بسبب الجائحة، كما أنها تأتي بعد بداية تنزيل الورش الملكي الهام، المتمثل في تعميم الحماية الصحية.
وأشار السيد السملالي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المناظرة تجمع مجموعة من الأطباء والخبراء والفاعلين في القطاع الصحي بشقيه الخاص والعمومي، من أجل مناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بتفعيل دور المصحات الخاصة في إنجاح هذا الورش، بالإضافة إلى دراسة السبل الكفيلة بجعل القطاع الخاص في المغرب شريكا ومساهما فعالا في تحسين المنظومة الصحية في المغرب.
وأضاف أن المنظومة الصحية في المملكة تشهد تغيرا كبيرا من خلال الأوراش التي أطلقها صاحب الجلالة، مبرزا أنه “اليوم يجب أن نكون كقطاع خاص في الموعد مع هذا التغيير”.
وشدد في هذا الخصوص على ضرورة إعادة النظر في الجوانب التنظيمية والتشريعية، وطرق التسيير والتدبير، بالنسبة للمصحات الخاصة، وتحيينها وتحسينها، بما من شأنه توفير الآليات الكفيلة لها للاضطلاع بدورها في تعزيز وتجويد العرض الصحي بالمملكة.
من جهته، أبرز البروفيسور بودرقة مولاي احمد، طبيب التخدير والانعاش، رئيس الجمعية المغربية للمصحات الخاصة فرع جهة الدار البيضاء الكبرى، أن هذه المناظرة تهدف إلى إيجاد السبل الأنجع لتحسين العرض الصحي بالمغرب، من خلال إشراك القطاع الخاص، والمصحات الخاصة، التي تعد مكونا هاما في المنظومة الصحية بالبلاد.
وأكد السيد بودرقة في تصريح مماثل، ضرورة توفير مجموعة من الظروف الملائمة الكفيلة بتفعيل وتنزيل ناجح للأوراش والمشاريع الصحية التي انخرط فيها المغرب، مشددا على ضرورة إيلاء أهمية كبرى للموارد البشرية في المجال الطبي، والتي تعاني نقصا كبيرا.
وسلط المتدخلون خلال هذا اللقاء، الضوء على مجموعة من المشاكل والإكراهات التي تعاني منها المصحات الخاصة، خاصة على المستوى التنظيمي والتأطيري لممارساتها، بالإضافة إلى النقص في الموارد البشرية.
وفي هذا السياق، سجل المتدخلون الخصاص الكبير الذي يعاني منه المغرب على مستوى عدد الأطباء والأطر الصحية، مشددين على ضرورة توفير الموارد البشرية سواء تعلق الأمر بالأطباء، أو الممرضين، أو تقنيي الصحة بصفة عامة، باعتبار أن الموارد البشرية تعد أحد الركائز الأساسية في المجال الصحي.
كما دعا المتدخلون إلى العمل على الرفع من الاستثمارات في المؤسسات الصحية الخاصة، للرفع من جودة العرض الصحي في القطاع الخاص الذي يلعب دورا كبيرا في المنظومة الصحية، مبرزين في هذا السياق أن 90 في المائة من المؤمنين يتعالجون في المصحات الخاصة، وأن 60 في المائة من المغاربة يتعالجون في هذه المصحات.
وسجلوا في هذا الإطار تفاوتات في عدد المصحات الخاصة وتوزيعها في مختلف الجهات، حيث أبانت الإحصائيات المقدمة أن جهتي الدار البيضاء-سطات والرباط-سلا-القنيطرة، تستأثران بحصة الأسد بنسبة 33 في المائة و17 في المائة على التوالي.
يشار إلى أن الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة تنظم يوم غد الأحد بالدار البيضاء، جمعها العام، حيث سيتم انتخاب المكتب الجديد للجمعية.
ح/م
التعليقات مغلقة.