مكنت المشاريع المدعمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة عددا من شباب إقليم الحسيمة من فرض ذواتهم والانخراط بقوة في الحياة الاقتصادية.
من ضمن المشاريع المهمة والرائدة التي جرى تمويلها في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة ولاسيما المحور المتعلق بدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ، ورشة متنقلة لغسل السيارات، تفرض نفسها بثبات وجدارة بمدينة الحسيمة.
هذه الورشة النوعية ، التي يشرف عليها الشاب كريم الشنتوفي (39 سنة) الواقعة بدوار تساسنت بتراب جماعة إزمورن القريبة من مدينة الحسيمة، شرعت في تقديم خدماتها في فاتح ماي الجاري، لفائدة الراغبين في غسل سياراتهم دون تكبد عناء التنقل مباشرة إلى محلات غسل السيارات.
وأوضح كريم، في تصريح للقناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24) ، أن هذا المشروع الذي يشغل أربعة أفراد، ضمنهم شابتان طموحتان، يعتبر الأول من نوعه على مستوى إقليم الحسيمة وذلك في سابقة من نوعها، على اعتبار أنه لم يسبق لأي شاب أو شابة بالإقليم أن أنجز مشروعا متنقلا لتقديم خدمات غسل وتنظيف السيارات.
وتابع كريم، المنحدر من إقليم الحسيمة، أنه يستعين في عمله بمعدات متطورة ضمنها آلة للبخار من النوع الجيد، ومنظف كهربائي مجفف، وآلة كهربائية لتنظيف الزرابي، ومولد كهربائي من النوع الجيد، وآلة لضغط الهواء، وخزان الماء من الحجم الكبير (بسعة 500 لتر)، وخزانات أخرى صغيرة، ومواد للغسيل والتنظيف عالية الجودة.
ونوه هذا الشاب الحسيمي الطموح بالدعم الذي حظي به من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ضمن برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب (محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني)، مؤكدا أن مشروعه تطلب غلافا ماليا إجماليا بقيمة 430 ألف درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنحو 150 ألف درهم، فيما بلغت مساهمة برنامج انطلاقة 230 ألف درهم، بينما ق درت مساهمته الشخصية في المشروع ب 50 ألف درهم.
وأبرز كريم، الذي راكم تجربة لا بأس بها في مجال غسل وتنظيف السيارات أكسبته الخبرة والمهارة اللازمة لبدء مشروعه في أحسن الظروف، أنه “لولا الدعم الذي تلقيته من المبادرة ومواكبتها الدائمة والمستمرة لي لما استطعت إخراج مشروعي إلى حيز الوجود، وهو الحلم الذي ظل يراودني منذ سنوات، واستطعت بحمد الله تحقيقه”.
عن كيفية الإشتغال وتقديم الخدمات للزبناء، أوضح هذا المقاول الشاب أنه فور تلقي اتصال هاتفي من قبل أحد الزبناء الراغبين في الحصول على خدمات المقاولة، يقوم بجمع وتهييء مختلف المستلزمات والأغراض والآلات التي يحتاجها لعملية الغسل، بعناية فائقة ويضعها في سيارته، ويتوجه بعدها مباشرة إلى مكان تواجد الزبون للشروع في عملية الغسل والتنظيف، التي تستغرق ما بين ساعة إلا ربع وساعة ونصف حسب نوعية السيارة والخدمات التي يطلبها الزبون.
وتابع أن ما ميز عمل الورشة، التي يملك العاملون بها خبرة لا بأس بها في مجال غسل وتنظيف السيارات، هو اقتراح خدمات متنوعة ترضي جميع الأذواق تتوزع ما بين غسل تقليدي للسيارة، وغسل باعتماد آلية البخار، أو غسل وتنظيف كامل يتضمن جميع أجزاء السيارة، مؤكدا أنه يعتزم توسيع مجال نشاط الورشة مستقبلا ليشمل عدة مناطق تابعة للحسيمة، والانفتاح على زبناء جدد.
وأشار إلى أن “الورشة تسجل ولله الحمد، منذ انطلاقها، إقبالا جيدا وخلفت صدى وأثرا طيبا لدى ساكنة المدينة، وأ عجبوا بالخدمات المقدمة والأثمنة المقترحة لكل نوع من الخدمات، والتي تبدأ ب 40 درهما قابلة للزيادة حسب نوعية السيارة موضوع الغسل والتنظيف والخدمات المطلوبة”.
عن الدفعة القوية التي أعطتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالحسيمة للشباب حاملي المشاريع ، يقول عبد النعيم الفاسي، رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بعمالة إقليم الحسيمة، في تصريح مماثل، إنه تم في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بالإقليم برسم الفترة 2020-2021، إنجاز ما مجموعه 78 مشروعا ضمن محور دعم ريادة الأعمال لدى الشباب، أنجز منها 44 مشروع، ويوجد 34 مشروعا آخر في طور الإنجاز.
وأضاف أن الكلفة الإجمالية لهذه المشاريع، التي تهم الشباب حاملي أفكار المشاريع والباحثين عن فرص الشغل، تقدر بحوالي 13 مليون درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها نحو 5 ملايين درهم.
ونوه في السياق ذاته، بمشروع الورشة المتنقلة لغسل السيارات المنجزة ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني برسم سنة 2021 إلى جانب 12 مشروعا آخر، والتي كلفت غلافا ماليا إجماليا ناهز 430 ألف درهم، ومكنت من فتح آفاق واعدة للشاب كريم وثلاثة شباب آخرين يشتغلون معه بشكل قار.
ودعا شباب الإقليم إلى التوجه إلى منصة الشباب المتواجدة بمدينة الحسيمة لتسجيل أفكار مشاريعهم وتلقي التكوينات المناسبة، للاستفادة مستقبلا من الدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
والأكيد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالحسيمة، في مرحلتها الثالثة، ساهمت بشكل بارز في تعزيز الإدماج الاقتصادي للشباب والنهوض بريادة الأعمال لديهم، واعتماد جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل.
ح/م
التعليقات مغلقة.