شكل موضوع “دور التكوين الأساس والمستمر في الارتقاء بمهن التدريس” محور ملتقى دولي انعقد، اليوم الجمعة بالداخلة، بمشاركة ثلة من الخبراء والأساتذة والمفتشين والأطر التربوية.
ويهدف هذا الملتقى الدولي، المنظم من طرف المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، بشراكة مع مركز تكوين مفتشي التعليم، إلى إبراز أهمية التكوين في بعده الأساس والمستمر، ودوره في الارتقاء بمهن التدريس.
كما تروم هذه التظاهرة تأهيل مهنة التدريس، وتقييم استراتيجيات التكوين وخبرات المؤسسات من أجل تكوين الأطر التربوية وتسليط الضوء على المكتسبات والإنجازات الجهوية والوطنية في مجال التكوين.
ويتوخى هذا الملتقى الدولي كذلك الانفتاح على بعض التجارب التربوية الإفريقية والدولية الناجحة، وتقاسم التجربة المغربية مع شركاء دوليين ومن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، محمد أبيط، الدور الذي يضطلع به مجال التكوين الأساس والمستمر في النهوض بمهنة التدريس، نظرا لأهميته وراهنيته ولكونه مجالا يعرف تجديدا وتغييرا مستمرا، خصوصا في السنوات الأخيرة.
وأوضح السيد أبيط أن الاهتمام بمجال تكوين الأستاذ، سواء كان تكوينا أساسا أو مستمرا، يعرف محاولات للتطوير بشكل مستمر، إلا أنه عرف تسارعا خلال السنوات الأخيرة، من خلال مراجعة الغلاف الزمني للتكوين ومحتوياته، بهدف تحقيق الجاذبية والمهنية المطلوبة لمهنة التدريس قصد تمكينها من استقطاب الكفاءات.
أما بخصوص التكوين المستمر، يضيف السيد أبيط، فقد شكل ويشكل مادة دسمة للنقاش ولا يزال يثير الكثير من الملاحظات والتساؤلات، لاسيما في مجال التنسيق والأجرأة والتفعيل وقياس الأثر وغيرها.
من جانبها، أبرزت مديرة مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط، نادية بوضاض، أهمية التكوين في الارتقاء بالمكون البشري، باعتباره رهانا أساسيا في النهوض بمنظومة التربية والتكوين، مؤكدة أن أهمية التداول والنقاش حول دور التكوين الأساس والمستمر في الارتقاء بمهن التربية والتكوين تأتي في سياق أوراش الإصلاح المفتوحة في مجال منظومة التربية والتكوين، كما أكد على ذلك النموذج التنموي الجديد.
وأضافت أنه إذا كان التكوين الأساس إحدى أهم ركائز الإرتقاء بمهن التربية والتكوين، فإن التكوين المستمر يعتبر كذلك عنصرا أساسيا في ضمان استدامة جودة التكوين، ومحددا مهما لمفهوم التنمية المهنية الذي أتى به المشروع 9 من القانون الإطار 51.17، الذي يضمن التكوين المستمر مدى الحياة ويربطه بمسار الارتقاء المهني.
وأشارت السيدة بوضاض إلى أن مركز تكوين مفتشي التعليم، باعتباره مؤسسة وطنية ت ك و ن القيادات التربوية وتساهم بشكل جلي في تطوير الممارسة المهنية، يعد مدخلا مهما للارتقاء بمهن التربية والتكوين ويعمل جاهدا على تجويد الممارسات المهنية في هذا الإطار.
وسيتم خلال هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين، بحث ومناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بـ ”مفهوم الارتقاء بمهن التدريس، ومقاربات إصلاح أنظمة التكوين”، و”دور التكوين المستمر في الارتقاء بمهنة التدريس وتدبير المسارات المهنية”، و”دور توظيف تكنولوجيا الإعلام والتواصل في الارتقاء بالتكوين الأساس والمستمر”.
كما سيناقش المشاركون في هذا الملتقى، المعايير العلمية لتقييم التكوين الأساس والمستمر، ودور التكوين العملي واستراتيجيات مواكبة والارتقاء بمهن التدريس، ودور المفتش التربوي في عملية التكوين الأساس والمستمر.
وجرى حفل افتتاح هذا الملتقى الدولي، بحضور مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، وممثلة اللجنة المغربية الأمريكية للتبادل التربوي والثقافي، ومدير منظمة “أميدست” الأمريكية لدعم الطلبة في إجراءات الدراسة بالخارج.
ح/م
التعليقات مغلقة.