في خطوة وإلتفاتة نبيلة تروم من حيث القصد ، محاولة ترسيخ قيم ومبادئ ثقافة “الإعتراف” في بلاط صاحبة الجلالة أو فيما يطلق عليها عالميا ب:”مهنة المتاعب” قامت، الفيدرالية المغربية لناشري الصحف ، في أعقاب اختتام الندوة بمدينة الداخلة، المرتبطة أساسا باستكمال انتخاب أعضاء المكاتب الجهوية الأعلامية التابعة لها، اقدمت بمبادرة غاية في التقدير والإهتمام ، تجاه بعض الزملاء من جيل الرواد الذين قدموا الشيء الكثير لمهنة الإعلام والصحافة ،في صمت ومعاناة وتحمل وإصرار ونضال ومقاومة مهنية إن صح التعبير ، سيما في مراحل وأوقات صعبة جدا من تاريخ المملكة المغربية ، في أكثر من محطة ومرحلة و منبر ووسيلة إعلامية.
ولا يزال هذا الجيل من الرواد ،يواصل مهامه ورسائله المهنية بعنفوان واحترافية عالية تنهل من مسارات طويلة ومتعددة المشارب ، ومجسورة بكثير من الخبرات والتجارب والمعارف المتنوعة في عالم الصحافة والإعلام، جيل من الرواد لم يبخل إطلاقا من أجل المزيد من العطاء والخلق والإبداع والتوهج والمساهمة، بغية الرفع من مكانة المهنة بموضوعية نادرة ومسؤولية وطنية كبيرة ، ونكران الذات ، خدمة لرسالة المهنة بكل أبعادها الفكرية والثقافية والرياضية والسياسية والأقتصادية والإجتماعية وغيرها، ومد المساعدة بسخاء وكرم حاتمي لكل صحافي مبتدئ يطرق باب هذه المهنة التي ارضاها هولاء الرواد لأنفسهم دون غيرها من المهن ، مهما كان الثمن .
ولا نحسب المناسبة او المقام يليق بجرد تفاصيل مسار واحد لهذه العينة من الزملاء ،او حتى التعرض لأقوى محطاته ، لطول الهمام والأحداث وتشابك الحياة و تداخل المحصلة المهنية الزاخر والمليئة بالعطاء الإعلامي والصحافي للزملاء المكرمين، من طينة الزميل رشيد الصباحي الذي كرس حياته ومايزال خدمة للمستمعين في قضايا وأحداث شتى، لا يسع الوقت لسردها وراء الميكروفون لعقود من الزمن المهني الجميل. وكذا الزميل الحاج حسن أعراب الذي وهب نفسه وماله وحياته الى مهنة المتاعب لأكثر من أربعة عقود ، متجاهلا كل العروض والإغراءات بباقي الوظائف والقطاعات العمومية ، إيمانا ويقينا منه بعظمة وثقل وزر الرسالة المهنية في خدمة الوطن وقضايا الإسترتيجية الكبرى.
وكان الزميل حسن أعراب ” المكرم” أن تنقل عبر سنوات طوال بين المنابر الإعلامية منها التي كانت تابعة للدولة، والحزبية والخاصة، وغيرها ، مؤسسا ومؤطرا ومهيكلا وموجها ومنظرا ومدربا، الى جانب نضاله ودفاعه المستميت لسنوات خلت عن المهنة ورسالتها وأخلاقياتها ومبادئها وقواعدها الحقة، من على برج المسؤولية الجادة والروح الوطنية العالية.
وما يزال مواضبا على النهج نفسه ، بأنافة وصلابة وعنفوان ، دون كلل أو ملل. بالإضافة الى الزميل محمد بدري مؤسس جريدة ” المنتخب” الرياضية ، الذي أفنى هو الاخر زهرة عمره في خدمة مهنة الصحافة من بوابة الرياضة بكل روافدها داخل وخارج المغرب، والزميل بدري لم يعرف قط عن مهنة الصحافة الرياضية بديلا ، ولم يتوان في المساهمة والعطاء والإبداع في مجاله الذي اختاره لنفسه منافحا ومدافعا شرس وبلا هوادة ، خدمة للمهنة في ابهى صورها الرياضية ، كما لم يبخل بخبرته في ذات التخصص والمجال في مجلة ” الصقر” القطرية ، وتجربته الاعلامية المتميزة في برنامج ” الضيف الخامس” ، وغيرها من التجارب التي فاقت الاربعة عقود من الممارسة العملية والميدانية في عالم الصحاقة الرياضية.
والتفاتة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف،برئاسة الزميل نور الدين مفتاح ، وهي تكرم الزملاء في مدينة من حجم مدينة الداخلة ، لما توحي به من دلالة إعلامية وسياسية ووطنية كبرى ، وما تنطوي عليه من رسائل متعددة لكل من يهمه الامر .
شكرا لكافة مسؤولي الفيدرالية على هذه الالتفاتة القوية اتجاه الزملاء واتجاه ممارسي المهنة بشكل عام ، وخاصة اب الصحافة الورقية الاستاذ محمد عبد الرحمن برادة ،ان صح الوصف، والى من حضر وساهم في هذا الحفل التاريخي .
م.البحر
التعليقات مغلقة.