في خطوة يمكن القول أنها سابقة وغير مفهومة الابعاد وملتبسة الأهداف والمرامي ، باعتبارها حالة شبه شاذة في سلوكات وطبائع المغاربة ، في تعاطيهم مع قضايا وأحداث بعينها، يفترض انها تحظى بإجماع وطني من حيث إبداء الرأي والموقف او هكذا كان يسود الإعتقاد لدى عموم المغاربة .
الامر يتعلق بنوع من الإشادة الضمنية ،وإعلان بعض الحزن والاسى على زعماء تنظيمات إرهابية روعوا عدد من المجتمعات والمناطق والدول ، من خلال نشرهم لكافة أساليب القتل والدمار والخراب ، وتصفية وحصد أرواح الأبرياء من فئات مختلفة ، وتخريب لعشرات العقول من الشباب العربي والمغربي وغيرهم. وماتزال افكارهم الإيديولوجية المتطرفة والمنغلقة والهدامة معششة في أعداد كبيرة من الشباب والمواطنين هنا وهناك ، بعد عمليات غسل الدماغ والشفط الفكري لكل القيبم الإنسانية والأخلاقية المنادية بالحياة والتآخي والعيش المشتركة مع الغير مهما كان لونه او دينه او هويته وعقيدته.
كما أن مآسي وكوارث واعطاب أمراء الدم ،وزعماء القوى الظلامية المنتشرين عبر أكثر من بقعة ومنطقة جغرافية من هذا العالم، ماتزال أثارها الوخيمة قائمة في عدد من نفوس ضحايا الإرهاب والقتل بدم بادر والعنف الأسود.
والمغرب والمغاربة إحدى ضحايا الخلايا والتنظيمات الإرهابية ، ومخلفاته واقعة وبقوة الى حدود اللاحظة وستظل في نفوس عائلات وأسر انكوت بنيران الغدر الإرهابي والتطرف الدموي الاعمى في أكثر من محطة من تاريخ المغربي أقواها الاحداث الإرهابية لـ16 ماي الأسود ، والتفجيرات المتلاحقة بعدها امام المركز الثقافي الامريكي بالدار البيضاء ، وتفجيرات مقهى أركان المطلة على ساحة جامع الفنا بمراكش ، وغيرها .حيث ستبقى هذه الأحداث الإرهابية ،ومعها المعاناة الانسانية القاسية والصادمة التي خلفتها، الى ما لانهاية .
والادهى أن الدولة والاجهزة الامنية والإستخباراتية لا تزال في حيطة وحذر على مدار الساعة ، لتجنيب المغاربة والمغرب شر مآسي الإرهاب ومخلفاته المدمرة للبشر والحجر ، وللحظارة والطبيعة معنا، ومع كل هذا ،خرج شيخ السلفية الحسن بن علي الكتاني في تدوينة على صفحته الرسمية ، مترحما على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي تم تصفيته من طرف قوات الجيش الامريكي عبر طائرة مسيرة بالعاصمة الأفغانية كابول.
حيث كتب السلفي الكتاني على حسابه الخاص ” رحم الله الشيخ د. أبا محمد أيمن الظواهري ، وزاد قائلا ” وتقبله في الصديقين والشهداء والصالحين ، فقد نال ما رجاه ، والنصر أن تثبت على الحق حتى تلقى الله “. فهل الشيخ الكتاني تناسى معاناة الاسر
المغربية التي جرفتها طوفان الارهاب الاعمى؟.أم ترحمه على زعيم تنظيم القاعدة له ما يبرره في الظرف الراهن ؟!
ح/م.ب
التعليقات مغلقة.