وزير السياحة الأسبق لحسن حداد:الابتكار في المجال السياحي.. القطاع يصطدم بمقاومة عوامل معينة – حدث كم

وزير السياحة الأسبق لحسن حداد:الابتكار في المجال السياحي.. القطاع يصطدم بمقاومة عوامل معينة

قال وزير السياحة الأسبق، لحسن حداد، في مقال تحليلي نشر باللغة الفرنسية، أمس السبت على موقع “أتالايار.كوم”، وصدر باللغة الإنجليزية يوم الجمعة على موقع Entrepreneur Middle East، أنه إذا كانت بعض حلقات سلسلة الصناعة السياحية قد شهدت بالفعل أشكالا “عميقة وجذرية” من الاضطراب والابتكار، فإن القطاع يصطدم في مجمله بمقاومة بعض العوامل.
وبحسب السيد حداد، من بين هذه العناصر، القوانين عبر-حدودية، تحفظ المستثمرين، مناخ سياحي بطيء الابتكار، المنظومات الثقيلة لسلاسل الفنادق التقليدية، فضلا عن الاعتبارات ذات الصبغة الأمنية، والتي لا تتوافق تماما مع الابتكارات التكنولوجية.
وفي هذا العمود بعنوان “الوضع الطبيعي الجديد، الميتافيرس ومستقبل صناعة السفر”، اعتبر السيد حداد أن بعض أجزاء سلسلة قيمة الصناعة السياحية إما أنها ستعتمد الابتكارات أو أنها ست فرض عليها مع وقع أكثر كارثية مما تتوقعه، مشيرا إلى أن صناعة السفر معلقة، من جهة، بين فاعلين خواص شداد وتواقين إلى توظيف التكنولوجيا من أجل إحداث أفضل تجربة سياحية، ومن جهة أخرى، بين سلوكيات قادمة بشكل عام من كيانات عمومية وسلاسل خاصة كلاسيكية، والتي تبقى مترددة وأحيانا محافظة في مقاربتها تجاه اضطرابات وابتكارات القطاع.
وبخصوص الاضطرابات والابتكارات التي تشكل اتجاهات صناعة السياحة، اعتبر السيد حداد أن بعض “الاضطرابات ذات الطبيعة التكتونية” توظف الذكاء الصناعي، تحديد الموقع الجغرافي، الأشياء المتوفرة بشكل يومي من أجل إيجاد الحاجيات، ومن ثم تلبية هذه الحاجيات نفسها في ذات الآن، لافتا إلى أن الاضطراب لا يكمن فقط في استخدام التكنولوجيا، ولكن أيضا في توظيف العوامل اليومية من أجل الاستجابة لحاجيات تم تحسينها.
وأوضح المسؤول الحكومي الأسبق أن المقاولات التي تستثمر في هذه الآليات وتعمل على توظيف الكفاءات اللازمة من أجل استعمالها بكيفية ناجعة وقوية، تعتمد الابتكارات/الاضطرابات التسويقية وتوظفها من أجل جذب الزبناء وإبقائهم راضين ومخلصين.
ومن وجهة نظره، فإن المبتكرين يستفيدون من النهج الطلائعي للسياسات العمومية بغية الانتقال إلى التكنولوجيا الرقمية: حيث تلتقي الجهود في دينامية فاضلة ومظاهر تكامل يصبح نموها ملموسا ومستداما مع مرور السنوات.
وأشار كاتب المقال إلى أن تغييرين رئيسيين حدثا مؤخرا من أجل إعادة تشكيل مختلف سلاسل قيمة القطاع: أولا أزمة “كوفيد-19” التي أفرزت مسافرا جديدا يحرص على الأمن والسلامة، ليس لديه أي شيء ضد الواقع الافتراضي، ليس كبديل بل كإثراء للتجربة الحقيقية، ويحب أن يحظى بالعناية والاهتمام.
إلى جانب ذلك، وعلى نطاق أوسع، أضحت التكنولوجيا الرقمية ضرورية لبقاء الاقتصاد خلال فترة وباء “كوفيد-19″، والواقع الجديد أيضا هو أن الناس يرغبون في السفر إلى الأماكن التي يتوفر فيها الأمان، احترام البيئة وحيث يلعب المجال الرقمي دورا هاما في التجربة.
ويرى وزير السياحة الأسبق أن جزءا من هذه التجربة سيكون نسخة – ميتافيرسية- للواقع، ما يمثل فكرة منفتحة ذات آثار ضخمة على الصناعة.
وقال السيد حداد إن هناك فرصة تجارية ومالية كبرى لصناعة التكنولوجيا، ولكن أيضا لقطاعات أخرى مثل صناعة السياحة.
وأضاف أن الرهانات عالية السقف، لكن المخاطر تظل قائمة. فالأوبئة المنعدمة أمر غير ممكن في عالم الغد وأزمات الطاقة تجعل أن الأسفار لم تعد ميسرة من حيث التكلفة كما كان عليه الحال قبل الوباء، مشيرا إلى أن الدول الغنية ستكون قادرة على التكيف بسرعة أكبر مع الحقائق الجديدة بينما يمكن للفجوة الرقمية القائمة بين الشمال والجنوب أن تكون، للأسف، أكبر من السابق.
وأكد السيد حداد على أن دور الحكومات وصناع القرار السياسي هو قيادة والدفع بالرؤية وتعبئة الأطراف المعنية والموارد، معتبرا أن التقنين أمر ضروري، من دون أن يكون مفرطا، من أجل عدم “خنق الإبداع والابتكار”.
وخلص إلى أن أهم دور للحكومات، إلى جانب توفير بيئة آمنة ومستدامة للنشاط السياحي المستدام، هو تمويل أفكار مجنونة ستشكل واقع الغد، والتمكين من فتح آفاق جديدة ورسم مستقبل يتعين بناؤه خلال السنوات والعقود القادمة.

 ح/و.ب.ت

 

 

 

التعليقات مغلقة.