رحيل غورباتشوف.. آخر زعماء الإمبراطورية السوفياتية

مدريد _ عبد العلي جدوبي: رحل ميخائيل غورباتشوف مهندس (البريسترويكا ) _ التغيير وإعادة البناء _ التي لم تكن سياسة موفقة قادت إلى تفكك الاتحاد السوفياتي..

قبل عامين من انهيار الاتحاد السوفياتي ، كنت قد تلقيت دعوة لتغطية أشغال المؤتمر السابع والعشرين للحزب الشيوعي السوفياتي بموسكو ، وكانت المناسبة أيضا إطلاق الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف خطة سياسية لخصها في البريسترويكا والغلاسنوت وتعني العلنية والانفتاح ،وقد بدات في ذلك الوقت تشغل هذه الشعارات بال الملايين من الشعب في الاتحاد السوفياتي مند العام 1987 ,وذلك بهدف تأمين التنمية السريعة للاقتصاد والثقافة ،والرفع من مستوى معيشة الشعب ،وتغيير نمط السياسة في البلاد..

بوادر الانهيار

تلك الحقبة من حكم غورباتشوف ،شهدت عدة عواصم من الجمهوريات التي كانت حينها جزءا من الدولة السوفياتية مواجهات في العاصمة اللتوانية (فليموس) أي قبل عام من إعلانها الإنفصال عن الاتحاد السوفياتي ..
كما شهدت العاصمة الجورجية (بيليسي) مظاهرات كبيرة بعد تفشي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وانضافت في نفس الفترة العاصمة الادبيجانية (باكو) الى المحتجين الرافضين لسياسة غوباتشوف ،ولعدد من أعضاء الحزب الشيوعي في اللجنة المركزية للحزب ..وظهر واضحا أمام تزايد احتجاجات الرفض ،ضعف قوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي وهي أعلى السلطات الحاكمة في البلاد، و بعد توالي الأحداث ، أصبحت مجرد صورة صورية داخل الحزب الشيوعي !!
تولى ميخائيل السلطة العام 1985 وكان يأمل أن يخرج بالبلاد من حالة الجمود الى الانفتاح ،لكن مجرى الأحداث سارت عكس التيار
الإنهيار الكبير للاتحاد السوفياتي حدث يوم 26 دسمبر 1991, عقب إصدار مجلس السوفياتي الاعلى الاعلان الشهير الذي تم فيه الاعتراف بإستقلال الجمهوريات السوفياتية السابقة، وانشاء رابطة الدول المستقلة الخمسة عشر ، لتحل محل الاتحاد السوفياتي، وبذلك يكون تم الاعلان عن نهاية الحرب الباردة دوليا
رحل ميخائيل غورباتشوف عن عمر 91 عاما وهو أخر زعماء الاتحاد السوفياتي،، وفي برقية تعزية نشرها الكرملين ،أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما قام به غورباتشوف حينما قاد البلاد خلال فترة تغييرات معقدة ومؤثرة واجه تحديات سياسية كبيرة خارجية واقتصادية وإجتماعية، مضيفا ان له تأثير كبير في تاريخ تطور العالم .