“التراكم التاريخي الحافل الذي يميز العلاقات المغربية السعودية وأدوار البلدين في رفع التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية: موضوع ندوة بالرباط
أبرزت ندوة عقدت اليوم الأربعاء بالرباط، حول موضوع “العلاقات المغربية السعودية بين الأمس واليوم”، التراكم التاريخي الحافل الذي يميز العلاقات بين المملكتين الشقيقتين، وأدوارهما في رفع التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وقضاياها الراهنة.
وأكد المشاركون في أشغال هذه الندوة التي تنظمها تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين مؤسسة “أرشيف المغرب”، بشراكة مع مؤسسة “دارة الملك عبد العزيز بالرياض”، أن العلاقات بين البلدين لعبت ومازالت تلعب أدوارا طلائعية في رفع التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وقضاياها الراهنة في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية التي يعيشها العالم.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز مدير مؤسسة “أرشيف المغرب” السيد جامع بيضا أن هذه الندوة التي احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تشكل فرصة للتأكيد على عمق الروابط الأخوية والروحية الوطيدة بين الشعبين والبلدين، لافتا إلى أن تنظيم هذه الندوة يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاقية التعاون بين مؤسسة “أرشيف المغرب” و “دارة الملك عبد العزيز” بالرياض.
وأوضح السيد بيضا أن هذا التعاون يشمل تقاسم الخبرة في مجال صون الأرشيف والمخطوطات، وتبادل النسخ المرقمنة للمصادر التاريخية التي تهم الطرفين، وإقامة أنشطة ثقافية وعلمية في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، معتبرا أن إقامة ندوة ومعرض عن العلاقات الاستثنائية بين المملكتين الشقيقتين، اللتين تعدان ركيزتين أساسيتين للاستقرار في العالم الإسلامي، تعد تتويجا للسنة الأولى من هذا التعاون المثمر.
ومن جهته، أكد الأمين العام “لدارة الملك عبد العزيز” السيد فهد بن عبد الله السماري تميز العلاقات الأخوية التي تربط عاهلي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، معربا عن امتنانه للمغرب على إتاحة هذه الفرصة لمناقشة مواضيع وقضايا مهمة في العلاقات المغربية السعودية.
وفي هذا السياق شدد السيد السماري على ضرورة “التوجه إلى التاريخ لتعميق الصلة، فمن التاريخ نتعلم ونستفيد من التجارب، إذ لا يمكن لأي حضارة أو مجتمع أن يبني تطوره إلا من خلال التاريخ”، مضيفا أن التفاعل بين الباحثين في المغرب والسعودية سيكون له أثر كبير في خدمة هذا التراث الإنساني العظيم.
وأكد رئيس جامعة الأخوين السيد أمين بنسعيد من جهته، على الأهمية التي يوليها البلدان للتعليم العالي، بالنظر إلى الفرص التي يتيحها والتحديات التي يعرفها، مشيرا الى أن المملكة العربية السعودية بادرت إلى إنشاء مؤسسات أكاديمية بالمغرب تجسيدا للعلاقات المتينة بين المملكتين والرؤية المشتركة في خلق فضاءات علمية تسهم في تنوير شباب البلدين.
وبعد أن ذكر بمبادرة المغفور لهما الملك الحسن الثاني وجلالة الملك فهد بن عبد العزيز بإنشاء جامعة الأخوين، أشار إلى مثال مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة التي فتحت أبوابها سنة 1983، والتي تضطلع بدور مهم في تكوين المترجمين، وترجمة الكتب والمنشورات العلمية.
وفي السياق ذاته، نوه نائب المدير العام لمنظمة الإيسيسكو السيد عبد الإله بنعرفة بالعلاقات الأخوية والنموذجية القائمة بين المملكتين المغربية والسعودية، مشيدا بالتعاون المثمر بين مؤسسة “أرشيف المغرب”، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، و”دارة الملك عبد العزيز”، ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة، وإسهاماتها في احتفالية الرباط عاصمة للثقافة في العالم الاسلامي.
وقد تميزت هذه الندوة المنظمة في إطار برنامج “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي”، بتقديم عروض ومداخلات لعدد من الأكادميين والباحثين من مؤسسات جامعية وكذا من الرابطة المحمدية للعلماء فضلا عن باحثين من دارة الملك عبد العزيز بالرياض ومراكز للدراسات والبحوث.
كما أقيم في إطار هذه الندوة معرض للصور والوثائق والمخطوطات عن العلاقات المغربية السعودية بين الأمس واليوم، برواق أرشيف المغرب.
ح/م
التعليقات مغلقة.