جرى مساء أمس الجمعة بالرباط تكريم أطباء – باحثين متميزين، وذلك خلال حفل نظمته مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية لفائدة العاملين بالقطاع العمومي للصحة.
وشكل هذا الحفل، الذي ترأسه وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب بحضور العديد من مهنيي الصحة العمومية بالمغرب، مناسبة للاحتفاء بمساهمات هؤلاء الأطباء الباحثين من خلال الإصدارات العلمية، وتنمية البحث العلمي وتعزيز المعرفة في المجال الطبي.
ويتعلق الأمر بكل من الأستاذ وجیه المعزوزي والأستاذة باھیة وزاني الشاهدي في عمل مشترك ” التشخيص بمساعدة تنظير العين “، والأستاذة فوزیة مسفر علوي عن كتابها “من أجل حياة الأطفال المصابين بداء السرطان”، والدكتورة إیمان قندیلي عن “القنب الهندي : ماذا يقول العلم”، والأستاذ محمد حریف والأستاذة لطیفة لخماس في عمل مشترك “فقر الدم في 100 سؤال”.
وبهذه المناسبة، أشاد السيد آيت الطالب بهذا الاحتفاء الذي له رمزية جد مهمة بحيث سيكون له تأثير على خلق الحافز وإيقاظ الرغبة في الكتابة وإنتاج المزيد من الأعمال.
وتابع قائلا ” إننا بحاجة إلى إنتاجات علمية. فقطاع الصحة بصدد التغير. بعض الخبرات موجودة ولكن للأسف تظل بعيدة عن الأضواء “، مضيفا أن مثل هذه الأحداث من شأنها أن تضفي قيمة مضافة.
وفي معرض تسليطه الضوء على الأعمال الأربعة التي تم تكريمها، أبرز الوزير أن بعضها تبرز خبرة الطبيب المتراكمة خلال السنوات أو تلقي الضوء على سؤال معين، في حين أن الأخرى تتيح إقامة تشخيص سريري لأمراض العين من خلال سلسلة من صور تنظير العين أو لبلورة خوارزمية تشخيصية للأمراض المرتبطة بالدم.
من جهته، أبرز رئيس مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية لفائدة العاملين بالقطاع العمومي للصحة، إبراهيم أوباحة، فإن هذا الحفل يشكل التفاتة حميدة لتكريم ثلة من الأساتذة والأساتذة الباحثين الذين كرسوا جل اهتمامهم لقطاع الصحة في المغرب، بدء من التدريس والتكوين في المجال الطبي إلى الممارسة الطبیة والاستشفائية والعلاجية والوقائية داخل الفضاءات التابعة للوزارة.
ولفت إلى أن هاته المبادرة، الأولى من نوعها، تدل على مدى حرص الوزير والمؤسسة واهتمامهم بتطوير البحث العلمي وتنمية المعرفة، وتشجيع الإبداع والابتكار خاصة في المجال الطبي، مضيفا أن هذه الالتفاتة الطيبة تستجيب للتوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس لتنزيل المشروع الملكي الكبير حول الحماية الاجتماعية وتجويد المنظومة الصحية وتحفيز العنصر البشري والاعتناء به.
وقال إن المؤسسة ستعمل، بمعية الوزارة، على تمكين مختلف المؤسسات الخاصة بالتكوين في المجال الطبي والصحي من عشرات هذه الكتب لإغناء خزاناتها ومكتباتها لتكون مراجع رهن إشارة الجمهور الواسع من الطلبة والمهنيين من مختلف فئاتهم.
وفي شهادتها خلال هذا الحفل بحضور زملائها وأصدقائها، أبرزت السيدة مسفر علوي، أستاذة طب الأطفال، أن كتابها ” من أجل حياة للأطفال المصابين بداء السرطان “، نُشر في مارس، يحكي عن التطور الهائل لعلم الأورام السرطانية للأطفال بالمغرب من خلال تجربتها الشخصية في فترات مختلفة، وقصص الأطفال المرضى وكفاحهم، وكذا آبائهم والمتكفلين برعايتهم، إنها قصص غنية بالأحاسيس ومليئة بالعبر على الصعيدين الطبي والاجتماعي، مشيرة إلى أن هذا الكتاب هو تكريم للأطفال المرضى، وللآباء ومقدمي الرعاية الذين يعملون على تحسين ظروف عيش هؤلاء الأطفال.
من جابنهما، أبرز الأستاذ وجراح القلب والشرايين وجيه المعزوزي وأستاذة طب العيون باهية وزاني الشاهدي، فإن كتابهما المعنون ب”التشخيص بمساعدة تنظير العين ” (2021)، الذي جرت أعماله بمستشفى الشيخ زايد، فقد جاء لإثراء المعرفة بخصوص العلامات السريرية الجديدة الموجودة في الأمراض عامة وتعزيز الفحص المنهجي للعين في الكشف عن أمراض العين أو بصفة عامة، مضيفا أن الهدف يتمثل في تمكين الطبيب الداخلي أو المقيم من من إجراء تشخيص بفضل شبكة متفرعة من العلامات السريرية.
بدورها، عبرت الطبيبة النفسية وأخصائية طب الإدمان إيمان قنديلي، عن سعادتها بكتابها “القنب الهندي: ماذا يقول العلم” (سبتمبر 2022)، الذي هو عبارة عن دراسة شاملة ودقيقة لمسألة القنب الهندي في ضوء التطورات المرتبطة بتقنينه بالمغرب لأغراض علاجية.
أما المؤلفان المشاركان محمد حريف، أستاذ أمراض الدم، ولطيفة لخماس، طبيبة أخصائية في أمراض الدم، فقد أكدا أن كتاب “فقر الدم في 100 سؤال” (2021)، الصادر باللغة العربية، يعد مساهمة “متواضعة” لمعرفة أسباب فقر الدم وتشخيصه، وعلاجه من خلال مئات الأسئلة – الأجوبة، خاصة لفائدة المرضى المصابين بهذا المرض.
وتميز هذا الحفل، المنظم برعاية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، على الخصوص بتسليم جوائز تذكارية للأطباء – الباحثين المحتفى بهم.
ج/م
التعليقات مغلقة.