خطاب جلالة الملك بالبرلمان.. الخيار الاستراتيجي | حدث كم

خطاب جلالة الملك بالبرلمان.. الخيار الاستراتيجي

15/10/2022

مدريد _ عبد العلي جدوبي: عرض جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي عند افتتاح  الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة،  الخطوط العريضة لموضوعين هامين : الماء والاستثمار .

جاء في مضمون الخطاب الملكي في روحه ومنطوقه معبرا عن أكثر من محور فيما يخص عمليات النهوض بالاستثمار  والتنمية القطاعية الإنتاجية التي يوفرها الماء ، باعتبار أن هاذين العاملين الاساسيين ، أصبحا يطرحان نفسهما كرهان لابديل عنهما ،في إعادة ترتيب الاولويات الاقتصادية والاجتماعية ،وهي المسؤوليات التي يجب أن تضطلع بجزء كبير منها المقاولات المغربية ،ومنظماتها الوطنية والجهوية والقطاع البنكي ، إضافة إلى باقي الشركاء السياسيين والمنتخبين ، هؤلاء مطالبون ، بتسريع التنفيد على أرض الواقع..

وقد ركز جلالة الملك بخصوص هذا الجانب إلى تشجيع المبادرات الخاصة ، وتسهيل الولوج إلى العقار ، وتوفير الدعم المالي لحاملي  المشاريع ،وإعطاء العناية الخاصة لمبادرات واستثمارات أبناء الجالية المغربية بالخارج ، مع ضرورة رفع العراقيل التي تحول دون تحقيق ذلك ،دون إغفال الابعاد الاستراتيجية في التنمية،ودون إغفال أيضا العديد من الاكراهات المرتبطة بتغيير المناخ ،وزحف التصحر ،وانقراض أجزاء من الغابات ،وتلوث البيئة ، فليس  هناك خلافات حول هذه الأسبقيات ، لكن التنمية في القطاعات الإنتاجية تتطلب آليات وروافد ،هي ما يمثله البرلمان والجهة والجماعات المحلية ، كونها تتوفر الإمكانات التي تسمح لها لتنفيد المخططات والبرامج وفق ما جاء في الخطاب الملكي كخارطة طريق ..

لكن هناك الإشكالية المتعلقة بمسألة تأهيل النخب الجهوية في ظل صلاحيتها ، اذ مازلنا نرى كيف أن التقصير يطبع عمل المنتخبين ،بسبب غياب ذلك التأهيل والتكوين والمعرفة في شؤون التسيير ! فالقسط الاوفر من الموازنات المحلية ، يصرف في التسيير ، وليس في الاستثمار الذي هو أساس التنمية، وهو ما يقف حجرة عثرة أمام كل البرامج والمخططات الهامة !

وإذا كان المغرب قد تمكن من بناء العديد من السدود مند العام 1964 ، بمجموعة 139 سدا ،أضيفت إليها 50 سدا خلال السنوات الأخيرة ،و20 سدا في طريق الانجاز ، فإن ذلك ذلك لم يمكن بلادنا من إستثمارها على الوجه الأكمل ،نظرا لوجود عدة إكراهات ، تتمثل في الجفاف المستمر ، وفي انخفاض الواردات المائية ، وتفاقم حدة الظواهر القصوى ، نتيجة التغيرات المناخية، والأخطر من هذا الاستغلال المفرط التروة المائية ، وتحطيم الفرشة المائية ،وإحداث اضرار بها !!  .

جلالة الملك دعا في خطابه بالبرلمان، إلى القطع مع كل أشكال التبدير والاستغلال العشوائي للثروة المائية..

فبين مسؤولية ألحكومة والفاعلين السياسيين والإقتصاديين ، تبرز الحاجة إلى الانتقال الى السرعة الثانية وبالجدية والمسؤولية المطلوبين لإنزال كل البرامج والمخططات وفق الرؤية الملكية على أرض الواقع.. فمن غير المعقول الآن أن نستمر السير على نفس وثيرة العمل البطيئة..! وربح هذا الرهان أصبح يرتدي طابعا إستراتيجيا ملحا يبدأ من تحيين الخدمات وتفعيل في الأداء ، والسرعة في الإنجاز..

فهناك أولويات يجب تنفيدها لفائدة الشباب من طرف  المقاولات المغربية وقطاع الابناك. _كما ورد في خطاب جلالة الملك _ للإنفتاح على مشاريع الجيل الجديد ،برسم المشاركة في سياق شراكة متفاعلة مع المحيط الإجتماعي والسياسي، شراكة منتجة ،ترسخ ضوابط الاستقرار ،وتعزز تقاليد التضامن ،وتحقق تباعد الفجوات ، بين الفئات ،في واقع المساوات و الفرص والطموحات .

 

التعليقات مغلقة.