أصبح في شبه المؤكد وبإجماع عدد من التقارير الإعلامية الدولية قبل الجزائرية، أن القمة العربية ال 31 المنعقدة في بلد المليون ونصف المليون شهيد، بدت معالم فشلها تلوح في الأفق بشكل جلي بعد أن أيقنت الطغمة العسكرية الحاكمة استحالة فرض أجندتها السياسية والدبلوماسية المعاكسة للتوجهات العامة للعمل العربي المشترك، القائم على الإجماع والتوافق والإدراك البين لحقيقة المسؤولية العربية حيال التحديات الصعبة التي تواجه شعوب المنطقة العربية في ضوء اشتداد الأزمات الدولية وتقاطع المصالح الإستراتيجية للدول الكبرى في أعقاب الحرب على أوكرانيا، وما ترتب ومايزال من تداعيات إقتصادية وغذائية ونفطية وغازية وأمنية مدمرة على كافة إقتصاديات العالم .في ضوء هذه المؤشرات السلبية المنذرة بفشل أشغال القمة المعلومة، شرع قصر المرادية بمعية نظامه العسكري في التنصل من مسؤوليته، والرمي بها الى مربع الدول العربية بخصوص القمة التي راهن عليها لتبيض وتلميع صورته من خلال محاولته البئيسة في فرض قراراته المعادية والمناهضة للمصالح العليا للدول العربية تحت شعاره المتناقض والملغوم”لم الشمل العربي”. حيث بدا واضحا اعتراف جنرالات قصر المرادية على لسان أبواق إعلامه الرسمي الذي أكد في اكثر من مقال تحليلي في الساعات الأخيرة التي تسبق لقاء القادة العرب غدا الثلاثاء 1 نونبر 2022، على أن ” مهمة إنجاح القمة ليست بالسهولة التي يعتقدها الكثير ، غير انها بالمقابل ليست بالإستحالة التي يحاول البعض تصورها “.
وإمعانا في التنصل من مسؤوليته حيال نجاح القمة من عدمها سارع النظام العسكري الى الترويج عبر قنواته وأبواقه المسخرة بالقول أن”الجزائر بالفعل قامت بكل ما كان يفترض أن تقوم به كدولة مستضيفة ،وبالتالي ومع وصول القمة الى موعدها انتقلت مسؤولية إنجاحها الى جميع قادة الدول العربية ،لأن القرارات تصدر بالإجماع استنادا إلى لوائح الجامعة، تقول أبواق النظام الجزائري “.
وأضافت بعض “قنوات الصرف الصحي” التابعة للثكنات العسكرية مروجة ” الكرة الآن باتت في مرمى الرؤساء والملوك والأمراء العرب ،للخروج بلوائح وتوصيات وقرارات تكون في مستوى تطلعات الشعب العربي. وواصلت ذات القنوات والأبواق المشروخة “إن الجزائر كما نجحت في تنظيم القمة ال 31 في غير موعدها الدوري بسبب نشبتها بحقها في الإستضافة ،فإن القادة العرب مطالبون أكثر من أي وقت مضى، في الرقي بالقمة الراهنة الى مستوى ما تبتغبه الشعوب العربية ، وما تفرضه تحديات المرحلة بكل تشعباتها”.
وتأتي تبريرات النظام العسكري وفق مراقبين في سياق الكشف المبكر عن الفشل الدريع للقمة العربية فوق التراب الجزائري ،بخاصة بعد أن سارع قادة عرب الى الإعلان عن عدم مشاركتهم في هذه اللقاء العربي المفترض. الامر الذي أسقط في يد قصر المرادية، عقب تحييد المشروع العدائي الذي كان يروم محاولة عزل المملكة المغربية عن محيطها العربي، والإصرار على تشويه صورتها والتشكيك في دورها الفاصل والريادي في حماية الامن القومي العربي والدفاع عن القضايا المصيرية الكبرى للعرب ورفض كل أشكال التدخل في شؤونهم الداخلية والترابية ، ومواجهة كافة أشكال التآمر على أمنهم القومي والتصدي بحزم وقوة للمليشيات والادرع العسكرية الإجرامية التي يقودها الحرس الثوري في النظام الملالي الإيراني في تواطؤ علاني ومكشوف لنظام الجنرالات في الجزائر،لزعزعت أمن واستقرار الشعوب العربية.
ح/ب
التعليقات مغلقة.