مدريد_ عبد العلي جدوبي: يبدو أن عبارة (حقوق الإنسان) ، أصبحت من العبارات السحرية التي لها فعل أكيد في كل مناسبة ، تتخدها بعض الجهات في الغرب لأغراض سياسية ،بعيدا عن مدلول العبارة الحقيقي، ضد الجهة المراد “معاقبتها ” حسب الظرف والرغبة في ذلك!!
مناسبة هذا الكلام الحملة الممنهجة لبعض الجهات المعادية لدولة قطر ، الدولة التي حظيت بتنظيم المونديال في نسخته الحالية ، وحجتهم ان قطر لم تحترم حقوق العمال العرب والأسيويين الذين اشتغلوا في أوراش بناء الملاعب الرياضية والمرافق التابعة لها ، مند انطلاق عمليات البناء قبل احدى عشر سنة خلت !!
هناك تساؤلات عديدة ، تطرح نفسها بإلحاح :
_ عن أي حقوق الانسان يتحدث عنها أولئك “المنظرون ” للعلاقات الإنسانية في هذا التوقيت بالذات ؟؟
_ لماذا استهداف قطر ؟! هل لأنها دولة عربية مسلمة تفوقت على الغرب في شرف استضافة أكبر وأضخم حدث كروي رياضي ؟!
_ لماذا لا يركز هؤلاء المفتونون والمدافعون عن حقوق الانسان على المآسي والإنتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها الأقليات في عدد من بؤر التوثر في روسيا البيضاء مثلا ، وفي آسيا وفي أمريكا اللاتينية ، وفي منطقة البحر الكاريلي وغي أوقتانيا وغيرها ؟!
_لماذا أدارت الجهات “المدافعة عن حقوق الانسان ، عما يحدث في إسرائيل من انتهاكات لحقوق الانسان ، حيث تهدم البيوت فوق رؤوس اصحابها، وتتم كل يوم إعدامات ميدانية في غزة وفي القطاع ؟!
_لماذا لم يخبرنا “منظروا حقوق الانسان ” عمن حطم حضارة العراق وتكالب على حقوق العراقيين ؟ وأضر بحقوق السوريين والافغان للعيش في امان ؟!
_ لماذا لانكاد نسمع أي شئ عما تتعرض له الأقليات الإثنية في عدد من الدول الأوروبية، وعلى حدود المكسيك مع امريكا ؟!
_أليس هناك انتهاكات خطيرة في عدد من الدول الإفريقية ، التي انهكها المستعمر بالسطو على خيراتها ، وحول مواطنيها إلى عبيد لدى الشركات العاملة هناك ؟! أطفال يعملون في مناجم الفحم وفي الأعمال الشاقة ،، وسواعد شبابية انهكها الاستغلال المفرط لطاقاتها ، مقابل بضعة دولارات يومية ؟!
_ لماذا يتم تجاهل حقوق الشعوب الافريقية وحقوق الإنسان بها ؟!
مقابل هذه الصورة القاتمة ، نجد أن كوفيد 19 _الذي يقال عنه انه صناعة بشرية غربية _ قد اناط اللثام عن الوجه الآخر للغرب ،عندما أعطى ظهره للدول الفقيرة الأكثر تضررا ، والتي تفشى فيها الفيروس ، وتركها تواجه مصيرها لوحدها !! وقتها لم يتحدث أحد عن حقوق الانسان ، وحق الانسان في الدواء ؟!
من جانب آخر ،فلقد اثبتت التقارير الصحفية العربية وغيرها بأن التحويلات المالية للعمال الذين اشتغلوا في قطر ، انعشت خزائن ابناك بلدانهم ، وخلقت رواجا اقتصاديا وتجاريا في عدد الدول التي ينتمي اليها أولئك العمال والمهندسين ، وهذا أمر يجب الإشاذة من به ، بدل التركيز على بضع حالات فردية منعزلة ،تم تسوية أوضاعها ، وهذا شئ عادي ، قد يحدث في كل المؤسسات الصغرى والكبرى في كل بقاع المعمور ..
شكرا دولة قطر ،لأنك فتحت أعين الضمائر الحية في العالم على غطرسة الغرب ، وأنانيته ، وعن مدى”عقدة التفوق لديه ” ، والتي يعتقد انها له لا لغيره.. وهنيئا لنا بدولة قطر بوابة العالم إلى كأس العالم قطر 2022 .
التعليقات مغلقة.