اختتام أشغال الدورة الـ17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو | حدث كم

اختتام أشغال الدورة الـ17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو

03/12/2022

اختتمت اليوم السبت أشغال الدورة ال17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) التي احتضنها الرباط برئاسة المغرب، منذ 28 نونبر الجاري.
وتميزت هذه الدورة التي عرفت مشاركة وزراء وفاعلين من المجتمع المدني من 180 دولة، ومسؤولين بمنظمة يونيسكو، بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين فيها، والتي تلاها الأمين العام للحكومة، السيد محمد حجوي، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة.
ودعا جلالة الملك في هذه الرسالة السامية إلى تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، في مجال حماية التراث الثقافي غير المادي، وتبادل التجارب والأفكار في سبيل صونه. كما دعا جلالة الملك إلى “البحث عن أنجع السبل لتربية الناشئة على أهمية تراثنا والاهتمام به، كإرث بشري غني بروافده الثقافية المتعددة، وروابطه التاريخية الضاربة في عمق التاريخ، مشددا جلالته على ضرورة رقمنة الموروث الثقافي الغني، ومكونات التراث غير المادي، تماشيا مع تطور العصر، وما يعرفه العالم من تحديات رقمية وتكنولوجية.
كما تميزت هذه الدورة بمشاركة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، من خلال تنظيم معرض حول فن “الزربية الرباطية”، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ودار الصانع.
وتوجت دورة هذه السنة بإدراج اللجنة ل47 عنصرا في قوائم اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي حيث جاء ترشيحها من 60 بلدا تتوزع على أربعة عناصر في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، و39 عنصرا في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وأربعة عناصر في سجل الممارسات الجيدة في مجال صون التراث الثقافي غير المادي.
كما تميزت هذه الدورة بانتخاب المغرب نائبا لرئيس اللجنة إلى جانب كل من سلوفاكيا وسويسرا وبيرو وبنغلاديش. وعهد برئاسة اللجنة لدولة بوتسوانا في شخص سفيرها المفوض فوق العادة لدى فرنسا، السيد مراد مستاك، فيما تم انتخاب التشيكية إيفا كومينكوفا مقررة للجنة برسم دروتها المقبلة (الدورة ال18) التي ستنعقد في دجنبر 2023.
يشار إلى أن اختيار المغرب لاستضافة الدورة ال17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، جاء، بحسب اليونيسكو، باعتبار المملكة “لعبت دورا فاعلا في اعتماد اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003، حتى قبل المصادقة عليها، حيث شاركت بفعالية في صياغة الاتفاقية قبل اعتمادها”، علاوة على أن المغرب يضم اثني عشر عنصرا مدرجا في قوائم اتفاقية 2003.
وتتألف اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو من 24 ممثلا منتخبا من بين 180 دولة طرف في اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي. وتدعم الاتفاقية حماية المعارف والخبرات اللازمة لحرف الصناعة التقليدية، وكذا الممارسات الثقافية المتوارثة جيلا بعد جيل، من قبيل التقاليد الشفوية، فنون العرض، الممارسات الاجتماعية، الطقوس والتظاهرات الاحتفالية، إلى جانب المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.
وتتمثل الوظائف الرئيسية للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في النهوض بأهداف الاتفاقية، تقديم المشورة بشأن الممارسات الفضلى، وتقديم توصيات بخصوص تدابير صون التراث الثقافي غير المادي.
وتروم اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي الحفاظ على المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية، والممارسات الثقافية المنقولة من جيل إلى جيل، مثل التقاليد الشفوية، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والأحداث الاحتفالية، أو المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.

 وفي ما يلي العناصر الجديدة التي تم إدراجها في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل خلال هذه الدورة :

 28 نونبر الماضي إلى 3 دجنبر الجاري:
1- ألبانيا: مهارات صناعة رداء الجوبليتا والحرف اليدوية المرتبطة به واستخدامه
يعد رداء الجوبليتا زيا مصنوعا يدويا ترتديه النساء والفتيات في شمال ألبانيا. وكان يستخدم في الماضي في الحياة اليومية منذ سن البلوغ، ولكن تراجع استخدامه وإنتاجه في العقود الأخيرة بسبب عوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية متعددة. واليوم قلة من النساء لديها إلمام كامل بصناعة هذا الرداء، ويندر توارث تلك المعارف ضمن العائلة. وعلى الرغم من ذلك، احتفظ رداء الجوبليتا بأهميته الاجتماعية والروحية، ولا يزال يعتبر جزءا أساسيا من هوية سكان المرتفعات.
ومنحت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي أيضا مبلغا قدره 91,000 دولار أمريكي كمساعدة مالية من صندوق صون التراث الثقافي غير المادي بغية ضمان صون هذا العنصر.
2- شيلي: فخار كينشمالي وسانتا كروز دي كوكا
يتضمن فخار كينشمالي وسانتا كروز دي كوكا قطعا ذات استخدامات عملية وأخرى للزينة، وهي تتميز بلونها الأسود مع لمسات من الأبيض، وتصنع هذه القطع باستخدام تقنيات تعود إلى قرون مضت. وتحفظ النساء المعارف والممارسات المرتبطة بصناعة الفخار، وهي تمثل مصدرا لاستقلاليتهن الاجتماعية والاقتصادية، بيد أن العوامل السكانية والبيئية والظروف الاجتماعية غير المستقرة تهدد مقومات استمرارية هذا العنصر، فعلى سبيل المثال، تتزايد صعوبة الحصول على المواد الخام من جراء فقدان التنوع البيولوجي وتدهور التربة.
3- تركيا: الأعمال الحجرية التقليدية في أخلاط
تشير الأعمال الحجرية التقليدية في أخلاط إلى المعارف والأساليب والمهارات المتعلقة باستخراج أحجار أخلاط البركانية ونحتها واستخدامها، وهي تستخدم في أعمال العمارة مثل المنازل والمساجد، فضلا عن استخدامها في شواهد القبور والنوافير وغيرها من القطع الفنية. وتهدد عدة عوامل مقومات استمرار هذه الممارسة، مثل التغيرات السكانية (صعوبة إيجاد متدربين مهنيين بسبب تناقص أعداد السكان والهجرة إلى المناطق الحضرية)، وانتشار تقنيات ومواد البناء الحديثة في المنطقة.
4- فييتنام: فن صناعة الفخار الخاص بشعب تشام
معظم منتجات تشام الفخارية هي عبارة عن أوان منزلية وقطع تستخدم لأغراض دينية وفنية وهي من صنع النساء. وتتوارث العائلات المعارف والمهارات اللازمة لممارسة هذا الفن، وتعد ممارسة صناعة الفخار مصدر دخل ووسيلة لصون عادات شعب تشام في فييت نام. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لصون هذا الفن، فإن مقومات استمراره مهددة من جراء التوسع الحضري وتأثيره في إمكانية الحصول على المواد الخام، وضعف تأقلمه مع اقتصاد السوق، وعزوف الشباب عنه.

ح/م

التعليقات مغلقة.