المغرب-الإمارات: شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد – حدث كم

المغرب-الإمارات: شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد

تربط المغرب والامارات العربية المتحدة علاقات استراتيجية متعددة الأبعاد وتشهد تطورا متزايدا وذلك بفضل إرادة قائدي البلدين الرامية الهادفة الى جعل الشراكة بين المغرب والامارات نموذجا متميزا في العمل العربي المشترك.
وتأتي زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى دولة الامارات العربية المتحدة لتعزز هذا الزخم التي يطبع التعاون ولتؤكد عزم البلدين للسير قدما من أجل تقوية وتنويع شراكتهما على أساس قيم الأخوة والتضامن والاحترام المتبادل.
فبفضل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، استمدت العلاقات السياسية المغربية الإمارتية قوتها انطلاقا من التشاور المستمر بين قائدي البلدين والدعم المتبادل بالمحافل الإقليمية والدولية واعتماد سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة مبنية على مبادىء عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واحترام السيادة الوطنية والشرعية الدولية ومحاربة كل اشكل التطرف والإرهاب.
ومكنت هذه السياسة النموذجية البلدين من التموقع كفاعلين أساسيين في محيطهما الإقليمي وعلى الساحة الدولية.
ويعمل المغرب والإمارات، اللذان يمثلان نموذجا للتعاون بين البلدان العربية، بشكل دائم على تنسيق مواقفهما بخصوص القضايا الاقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط ودعم الجهود المتعلقة بالوحدة الترابية لكلا البلدين، فضلا عن محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي.
وفي هذا الصدد، وتجسيدا للعلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين، قدم المغرب سنة 2014، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، دعمه للإمارات العربية المتحدة في محاربتها للارهاب وللحفاظ على السلم والاستقرار الاقليميين والدوليين.
ويأتي هذا العمل في إطار تقليد الشراكة المثمرة والتضامن القوي القائم بين البلدين الشقيقين لتعزيز التعاون الثنائي متعدد الاوجه والذي يعود إلى سنوات طويلة.
وعلى مستوى القانوني، يرتبط المغرب والامارات بأزيد من 60 اتفاقية للتعاون تهم مجالات الصناعة والعدل والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية والفلاحة والنهوض وحماية الاستثمارات والضرائب والنقل الجوي والسياحة والصحة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يرى المراقبون أن الشراكة المغربية الإماراتية تتعزز أكثر فأكثر كما يعكس ذلك تطور التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين، وخير مثال على ذلك التوقيع في يونيو 2013 على مذكرة تفاهم بين المملكة وصندوق أبو ظبي للتنمية.
كما يتجسد الدعم الإماراتي للمغرب من خلال مساهمة “أبار للاستثمار” لتمويل صندوق الاستثمار وصال كابيتال الذي يعتبر أهم صندوق سيادي بإفريقيا والذي يمول انجاز مشاريع كبرى مهيكلة للتنمية.
وسجلت السنوات الاخيرة استثمارات إماراتية نوعية بالمغرب نفذتها مؤسسات كبرى من قبل صندوق ابو ظبي للتنمية وشركات طاقة واتصالات والمعبر الدولي للاستثمار وغيرها.
ويعرف هذا التعاون الواسع النطاق في الوقت الراهن دفعة أخرى، لاسيما مع زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى دولة الامارات العربية المتحدة والتي ستبث بالتأكيد دينامية جديدة في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

ح/م

التعليقات مغلقة.