عبد العلي جدوبي: اخطر ما يمكن ان ينجر اليه الاعلام الجزائري الرسمي هو ان يتحول الى وسيلة لترويج طروحات مغرضة ، وينخرط في عملية الشتائم ضد المغرب وفي عملية تحويل الانظار حول تطور الوضع الخطير في الجزائر على كل المستويات الإجتماعية الإقتصادية إلى “مواجهة المغرب إعلاميا ، فالوضع الداخلي الجزائري ما زالت فيه ذكرى ( العقد الاسود ) تخيم على ذاكرة المواطنين الجزائريين الذين تغيب حلول انشغالاتهم اليومية ومشاكلهم المعيشية الصعبة على صفحات الصحف الجزائرية التي تبحث كعادتها دائما عن منفذ لتحويل الاهتمامات الداخلية ، إلى خلق ذرائع والصاق اتهامات بالجار المغربي دولة ومؤسسات وافراد..
والثابت انه رغم تعرض العلاقات المغربية الجزائرية لإهتزازات عديده لسنوات ، وإلى انتكاسات خطيرة ( طرد المغاربه المقيمين بالجزائر العام 1975 ، وتشريد خمسة وأربعين ألف عائلة تم طردها تعسفا وظلما ، وانتهاك لكل المواثيق والاعراف والقوانين الدولية ) حافظ المغرب على روابط تلك العلاقات وبدل جهدا جهيدا لتجاوز كل الازمات ، وحاول معالجتها بطرق دبلوماسية باساليب حضارية ، وبحكمة وبتبصر ، وخلق قنوات للتواصل والتفاهم بحسن نيه ، ولعل ابلغ مبادرة تلك التي جاءت في خطاب العرش العام 2021 عندما دعا جلاله الملك محمد السادس قادة الجزائر الى فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين لطي صفحة الماضي الاليم ..
كنا نتمنى من الاعلام الجزائري الرسمي ان يوجه انشغالاته الى المشاكل الداخلية الجزائرية العويصة ، وان يهتم بما ينفع المواطن الجزائري ، بدل مواصلة معاكسة المغرب في كل خطواته ، وفي حقوقه المشروعة في صحرائه ، وأن يكف عن توجيه لوبياته المزروعة بعناية داخل العديد من القنوات العربية وغيرها ، لمحاولة خلق الفتن بين الشعوب العربية وبين الأفراد ؛ وما تعرض له الصحفي المغربي النزيه عبد الصمد ناصر بقناة الجزيرة ، الذي دافع عن بلاده في تغريدة على حسابه الشخصي ، ليؤكد بالملموس مدى الانحطاط الذي وصلت إليه أيادي الإعلام الجزائري الرسمي بالداخل والخارج ..
ويحز في النفس ان تسقط قناة الجزيرة والتي اعتبرت فيما مضى كقناة عربية إعلامية رائدة ، في يد لوبيات جزائرية تشرف على خط تحريرها ، والذي ظهر واضحا للجميع انه زاغ عن الموضوعية وعن المهنية ، وعن “الرأي والرأي الاخر ” واصبح اعلام في “الإتجاه المعاكس ” !!
نثير بالمناسبة انتباه الزملاء العاملين بالاعلام الرسمي بالجزائر انهم اذا ما غطوا الطرف عما يحدث في بلادهم من مشاكل داخلية عديدة ، فإن الإنفجار الكبير قد يأتي اليوم أو غد ، علما أن بلادهم اكثر استعدادا للبلقنة ! بمنطقه القبائل التي تطالب بانفصال وبالإستقلال عن المستعمر الجزائري المحتل حسب ما جاء على لسان عدد من القاده بتيزي وزو .. فالشعب الجزائري الشقيق لم يعتبر في اي وقت من الاوقات خلافات حكومات بلاده مع المغرب كقضيه شعبية.
كل ما يتمناه الشعب المغربي للشعب الجزائري الشقيق هو أن يخرج من كل ازماته المفروضة عليه سالما غانما معافا ، وان تقوم الجزائر بدورها الطبيعي في حدودها الطبيعية ، .
فلو ان حكام الجزائر سخروا الامكانات الضخمة المتوفرة لديهم في النهوض بأوضاع الشعب الجزائري في ملفات السكن ، والبطالة والتعليم ، وترسيخ الامن والاستقرار ، بدل ابرام صفقات إقتناء الأسلحة ، وابتزاز المواقف ، وتسخير الإعلام لشراء الاعتراف الجمهورية الوهمية ، عبر اغراءات بعض الأنظمة الضعيفة ، والصحف ووسائل الاعلام المرشية الموالية لها ، لكان ذلك اجدى لما فيه مصلحه البلاد والعباد قبل غيرها ، ولو انهم اعتمدوا منطق الوفاق الداخلي في توسيع حجم المشاركه واستقطاب الكفاءات الجزائرية، وتمكين الشعب من فرض العيش الكريم من أمن وأمان ، لكان ذلك أنفع ، طالما ان استقرار الجزائر يخدم كل المنطقة المغاربية ..
فالاعلام الجزائري الرسمي يعد بمثابة ابواق للفريق العسكري الحاكم بالجزائر ، وهو لا يتوانى في كل مناسبة شعر فيها ان هناك انتقادات شعبية ضد النظام يستغل مثل هذه المناسبات ليختلق موضوعا ما ، كمحاوله منه لتغطية إخفاق سادته ، الى درجة أنه قد يخصص حيزا كبيرا لتغطية اضراب عمال النظافة في جماعة قروية نائية عن العاصمة .!!
سياسة المحاور التي يلعبها الاعلام الجزائري الرسمي اكدت فاشلها في العديد من المحافل الدولية ، وعلى كل المستويات والأصعدة .
التعليقات مغلقة.