سلط المشاركون في جلسة نقاش حول “المدن والمجالات الترابية المرنة”، المنظمة امس الخميس بطنجة، ضمن مؤتمر “ميد كوب 2023″، الضوء على جهود خفض البصمة الكربونية وتشجيع التشجير والانتقال الطاقي لأنظمة النقل بالمغرب.
وفي هذا السياق، قال المدير العام لشركة الطرق السيارة بالمغرب، أنور بنعزوز، إنه تم غرس 4 ملايين شجرة بينما توجد أكثر من 200 ألف شجرة أخرى في طور الغرس لخفض البصمة الكربونية وتحسين المرونة المناخية للبنيات التحتية بالمغرب.
وأضاف السيد بنعزوز، في مداخلة له خلال هذا اللقاء المنظم ضمن الدورة الثالثة لمؤتمر الأطراف لدول المتوسط حول المناخ “ميد كوب المناخ”، أن هذا الرصيد يتجاوز بكثير المساحة التي أزيلت منها الأشجار خلال إنشاء الطرق السيارة، ويمكن أن يصل إلى حوالي 20 ضعف في بعض الحالات على غرار البلوط الفليني بغابة معمورة.
وأشار إلى أن هذه العملية واسعة النطاق، التي تساهم في نزع الكربون من شبكة الطرق السيارة بالمغرب، تندرج في إطار التزام المغرب ضمن جهود مكافحة الاحتباس الحراري على الصعيد الدولي، تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة .
وذكر بأن المملكة كانت من البلدان الأوائل التي عملت على تحيين مساهماتها المحددة على الصعيد الدولي، مع طموح خفض انبعاثات الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 45,5 في المائة في أفق عام 2030.
وبخصوص المحافظة على الموارد، اعتبر السيد بنعزوز أن شركة الطرق السيارة بالمغرب تقوم بتثمين المواد المشكلة للطرق من خلال تدويرها، سواء لإنتاج اسفلت جديد أو لبناء الطبقات الداعمة للبنيات التحتية.
وأشار إلى العناية الخاصة التي يتم إيلاؤها للموارد المائية في أنشطة الشركة، لاسيما خلال عملية التشييد بالمناطق التي تعاني إجهادا مائيا من خلال اللجوء إلى الضغط الجاف، وخلال عملية الاستغلال من خلال عدد من عمليات المعالجة، إلى جانب معالجة المياه وإعادة استخدامها في سقي المناطق الخضراء.
اما في مجال النقل السككي، سجل مدير الاستراتيجية والتعاون والجودة بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، سعيد شنديد، أن القطارات تعتبر “وسيلة النقل الأقل تسببا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”، مبرزا أن القطار “ينتج أقل من 25 إلى 30 في المائة من غازات الاحتباس الحراري مقارنة بوسائل النقل الأخرى. كما يقتصد في المساحة المستغلة”.
وأضاف أن المكتب الوطني للسكك الحديدية يقوم بالانتقال الطاقي تدريجيا من خلال تحويل 25 في المائة من إجمالي الطاقة المستهلكة إلى الطاقات الخضراء، مبرزا أن هذا الانتقال الطاقي مكن من تسيير جميع القطارات فائقة السرعة “البراق” بالطاقة النظيفة.
ويتضمن برنامج مؤتمر “ميد كوب المناخ” ، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، 16 ندوة موضوعاتية، ومنتدى للأعمال، وأنشطة موازية (دورات تكوينية، ولقاءات عمل بين مسؤولي وممثلي الشركات والمقاولات (B to B)، ولقاءات لمراكز الأبحاث والدراسات ومنظمات المجتمع المدني حول “ميد كوب المناخ” ، وذلك في أماكن مختلفة بمدينة طنجة .
وتتمحور أشغال هذا الملتقى ، التي ستتواصل على مدى يومين، حول مواضيع تتعلق ب “المدن والأقاليم المتكيفة مع تغير المناخ”، و”النظم الغذائية المستدامة”، و”الإدارة المستديمة للموارد المائية والاقتصاد الأزرق”، و”الانتقال الطاقي”، و”النساء والمناخ”، و”الحلول القائمة على الطبيعة”، و”الهجرة المناخية”، و”السلام والأمن والتعاون اللامركزي”، فضلا عن “تمويل مشاريع المناخ”. وينظم المؤتمر بمبادرة من جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ودار المناخ المتوسطية تحت شعار “ميد كوب، رافعة للعمل المناخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط على المستوى المحلي والجهوي” .
ح/م/ا
التعليقات مغلقة.