وجه أطفال يمثلون ستا وعشرين دولة عبر العالم، مساء أمس الأربعاء بمجلس النواب، نداء للسلام، باللغتين العربية والإنجليزية، دعوا من خلاله إلى بناء جسور التفاهم وإطفاء نار الكراهية وخلق مستقبل يسوده الأمن والحب والسلام.
وجاء في نص النداء، الذي تلته إحدى الطفلات المشاركات، خلال حفل استقبال نظم بمجلس النواب بمناسبة الدورة الـ15 للمهرجان الدولي “أطفال السلام”، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، من 23 إلى 31 يوليوز الجاري “نحن أطفال من أنحاء مختلفة من العالم، نجتمع هنا في المغرب لنرفع أصواتنا وندعو إلى سيادة السلام في كل جزء من أرضنا الحبيبة”.
وأضاف النداء “قلوبنا مليئة بالأمل ونحن نشهد إنجازات المنتخب المغربي في بطولة كأس العالم التي أقيمت في قطر. لقد أظهرت لعبة كرة القدم الجميلة مرة أخرى القوة التي تحملها في توحيد القلوب وبناء المحبة وتعزيز روابط الأخوة بين الأمم، من خلال الشغف والتفاني الذي أبداه المنتخب المغربي شهدنا سحر التنوع والاحتفال بالثقافات التي تتوحد بغض النظر عن حيثياتنا المختلفة، صفقنا كشخص واحد من أجل حب اللعبة والوحدة التي تمثلها”.
وتابع النداء “نعتقد أن روح التضامن هذه يمكن أن تمتد إلى خارج الملعب، وتلهمنا لنسعى إلى السلام في كل جانب من جوانب حياتنا”، مبرزا أنه “في هذا العصر من التقدم التكنولوجي، نشهد انفجار الذكاء الصناعي الذي يقدم لنا فرصا لا تصدق لتعزيز السلام في جميع أنحاء العالم، كأطفال نرى إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز التفاهم والتعاطف والتعاون”.
وأعرب الأطفال المشاركون عن آمالهم في عالم “يحقق فيه الذكاء الاصطناعي ربط الفجوات بين الدول والثقافات والأديان، ويساعد على تجاوز حواجز اللغة وتشجيع التبادل الثقافي وتعزيز الحوار الذي يعزز التفاهم والتسامح”، داعين “الحكومات والمؤسسات والأفراد إلى إعطاء الأولوية للتطوير الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي، مع ضمان توجيه تطبيقاته بمبادئ العدالة والشفافية واحترام حقوق الإنسان للذكاء الاصطناعي للرقي بالبشرية”.
وبالمناسبة، أكد نائب رئيس مجلس النواب، حسن بن عمر، أن “جوهر الرسالة التي يخدمها مهرجان أطفال السلام هو ترسيخ وإشاعة ثقافة السلام، والمحبة والصداقة والأخوة الإنسانية من أجل السلام، وزرع روح السلام في نفوس وخيال وإحساس الأجيال الصاعدة، أجيال المستقبل”.
وهنأ السيد بن عمر مسؤولي المهرجان على “هذه المبادرة المتجددة، وروح المواظبة والاستمرار التي تميز هذا المهرجان الذي أصبح تقليدا حيويا يعطي فكرة واضحة ملموسة لأطفال العالم عن الطفل المغربي وحياته في مجتمع قوي، ديمقراطي، مستقر، يتمتع بالسلام، وبالرفاه، ويحب بلاده بشجرها وبحجرها وطبيعتها الخلابة وبحارها وأنهارها، كما يحب انتصاراتها في الرياضة والرياضيات، وفي العلوم والفنون والفكر والثقافة والجمال”.
ورحب بكل الأطفال المشاركين في المملكة المغربية التي “تعتز بع مقها التاريخي وثرائها الحضاري وبخياراتها التي تنتصر لأجمل القيم الكونية في ظل قيادة حكيمة متبصرة، وفي أفق رؤية ملكنا الكريم صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله الحريص دائما على الاهتمام بالأطفال وتربيتهم وتعليمهم وثقافتهم وترفيههم”.
كما نوه باختيار دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف لهذه الدورة، احتفاء بأطفالها وبخصوصياتها الثقافية والاجتماعية، وبقيمها وتطورها في الاقتصاد والعمران وبثراء صورتها في المشهد العربي والإسلامي والعالمي.
من جانبه، قال المدير المؤسس للمهرجان الدولي أطفال السلام، عبد الرحمان الرويجل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن نحو 500 طفل مشارك في هذا المهرجان ساهم في إعداد نداء الرباط للسلام الذي يتم توجهيه من قبة البرلمان إلى العالم.
وأبرز السيد الرويجل، وهو أيضا نائب رئيس جمعية أبي رقراق، أن هناك أنشطة وفعاليات متنوعة، إلى جانب العروض الفنية ونداء السلام، ضمن برنامج المهرجان موجهة إلى المشاركين والمشاركات للتعريف بالمغرب وبثقافته وبعاداته.
يذكر أن هذا المهرجان يسعى ليكون فضاء للتعايش والتسامح والحوار والسلم تنصهر فيه الاختلافات اللغوية والإثنية.
و.م.ع/ح.ك
التعليقات مغلقة.