نظمت سفارة المغرب بفرنسا، مساء أمس الخميس بباريس، حفل استقبال على شرف المشاركات في الدورة العاشرة للحاق التضامني والنسوي “الصحراوية”، الذي سيقام خلال الفترة ما بين 03 و10 فبراير المقبل.
ويشمل هذا التحدي الرياضي النسوي 100 في المائة، والمنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويقام حول خليج الداخلة، وسط بيئة طبيعية ذات قيمة إيكولوجية عالية، هذا العام، نحو خمسين فريقا من مختلف جهات المغرب، ولكن أيضا من القارة الإفريقية وأوروبا، لاسيما من فرنسا التي ستكون ممثلة بـ 22 مشاركة، ما يشكل أكبر حصة من كل بلد يتم تعبئتها على الإطلاق.
وفي كلمة ترحيبية في مستهل هذا الاستقبال، الذي تميز بحضور نحو مائة من الفاعلين الثقافيين والجمعويين والسياسيين والرياضيين المغاربة والفرنسيين البارزين، أكدت سفيرة المملكة المغربية بباريس، سميرة سيطيل، أن اللحاق التضامني “الصحراوية” يعد المسابقة الوحيدة التي تم تنظيمها خلال جائحة “كوفيد-19”.
وأشارت السيدة سيطيل إلى الأهمية التي تكتسيها هذه المنافسة الرياضية كونها تجمع مشاركات من مختلف البلدان ومن ثقافات متنوعة، داعية إلى الحرص على صون هذا التنوع والغنى الثقافي الذي يشكل، بحسبها، “ثروة ثمينة وسط عالم مضطرب”.
وفي معرض تطرقها للعلاقات الفرنسية-المغربية، نوهت السيدة سيطيل بهذه العلاقة التي ينبغي الحفاظ على طابعها الاستثنائي، والتي يحظى الجميع بفرصة المساهمة فيها. قائلة إنها “علاقة بين بلدين، ولكن أيضا بين شعبين متعددي الهويات”.
من جانبها، أشارت رئيسة جمعية “خليج الداخلة” والمشاركة في تنظيم اللحاق، ليلى أوعشي، إلى أن لحاق الصحراوية لطالما حمل رسالة حقيقية للدبلوماسية التضامنية، مؤكدة أنه جمع عدة آلاف من النساء ينتمين لمختلف الآفاق قصد تعزيز إشعاع مدينة الداخلة على الصعيد الدولي.
وقالت إن هذا اللحاق يمثل تحديا بالنسبة لجميع النساء المشاركات فيه، وذلك لعدة أسباب منها، على الخصوص، التفوق على الذات، التضامن والالتزام الاجتماعي، ولكن أيضا مشاطرة كل ما يعشنه على مستوى التنوع الثقافي.
من جانبها، تحدثت آن-لور بوني، الصحفية الفرنسية والمشاركة السابقة في اللحاق، عن تجربتها خلال هذا التحدي الرياضي الذي يعد – بحسبها- “في متناول الجميع”. قائلة “لقد استطعت القيام بذلك، لقد كانت لحظة استثنائية مع الكثير من قيم المشاطرة”.
وبحسبها، فقد أصبحت المغامرة أكثر خصوصية “بفضل وجود أشخاص رافقونا طوال الرحلة”، ما أضفى بعدا إنسانيا ثمينا على هذه التجربة “الاستثنائية”.
ويجري تنظيم هذا الحدث الرياضي النسائي 100 في المائة عبر مشاركة ثنائية من البداية إلى النهاية حتى يتسنى خوض مغامرة مشتركة. ويسلط هذا اللحاق المتجول الضوء على المناظر الطبيعية ويكرس بعدا إنسانيا من خلال الفرق الخمسين التي تشارك فيه، حيث يبحر بين المياه الفيروزية للمحيط الأطلسي والكثبان الرملية الذهبية.
وتتنافس المشاركات في فعاليات مختلفة (المعسكر، التجديف، الجري وركوب الدراجات، العدو في الطبيعة، سباق التوجيه، ركوب الدراجات الجبلية) موزعة على أربعة أيام. ويعد هذا التحدي الرياضي قبل كل شيء لحاقا للاستكشاف والمشاطرة عبر المناظر الطبيعية المغربية الفريدة.
وفي إطار اختتام هذه النسخة العاشرة من لحاق “الصحراوية”، تعتزم المنظمة تنظيم حفل خيري مخصص لجمع التبرعات بهدف فتح دار استقبال بالداخلة مخصصة للأيتام، بما في ذلك الأطفال المتضررين من جراء زلزال الحوز.
ح/م
التعليقات مغلقة.