شكيب بنموسى: النوادي الصحية بالمؤسسات التعليمية فضاءات للتوعية والتحسيس والوقاية من التعاطي للتدخين والمخدرات
أكد وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم الجمعة بالرباط، أن النوادي الصحية داخل المؤسسات التعليمية عبر مجموع جهات المملكة، تشكل فضاءات للتوعية والتحسيس والوقاية من التعاطي للتدخين والمخدرات في صفوف الناشئة.
وأوضح بنموسى خلال لقاء تواصلي حول برنامج “إعداديات وثانويات بدون تدخين” نظم احتفالا باليوم العالمي للامتناع عن التدخين تحت شعار “حماية الأطفال من تدخل دوائر صناعة التبغ”، أن الوزارة، ووعيا منها بأهمية التصدي لهذه الظاهرة، وحماية التلميذات والتلاميذ من الأخطار الناجمة عنها، عملت على إحداث النوادي الصحية داخل المؤسسات التعليمية، إذ بلغ عددها 2835 ناديا، باعتبارها فضاءات للتوعية والتحسيس والوقاية من التعاطي للتدخين والمخدرات، وذلك عبر تنظيم أنشطة مختلفة، يؤطرها منشطون تربويون مختصون في المجال، إضافة إلى إشراك فاعلين في الموضوع من قطاعات حكومية ومكونات المجتمع المدني ومنظمات وطنية ودولية.
وأضاف الوزير أن الوزارة تعتمد في مواجهة آفة التذخين بالوسط المدرسي على مقاربة تربوية تقوم على مدخلين يتمثل أولهما في تقوية المعارف المرتبطة بأخطار التعاطي للتدخين والمخدرات والتحذير من تأثيراتها متعددة الأبعاد، من خلال تخصيص دروس مرتبطة بهذه الظاهرة ضمن المقررات الدراسية، وذلك حسب خصوصيات مختلف الفئات العمرية للتلميذات والتلاميذ ومستوياتهم التعليمية.
أما المدخل الثاني، يضيف الوزير، فيهم المقاربة الوقائية القائمة على التحسيس والتوعية والتربية والإنصات والتوجيه، حيث تعمل الوزارة على التعميم التدريجي لخلايا الإنصات والوساطة لفائدة التلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية التي تساهم في دعمهم ومواكبتهم لمواجهة الأخطار التي قد تجعلهم عرضة لتعاطي التدخين والمخدرات.
وفي معرض حديثه عن برنامج “إعداديات وثانويات بدون تدخين”، قال الوزير إنه يندرج في إطار شراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومؤسسات المجتمع المدني، ويمثل مشروعا تربويا واجتماعيا في غاية الأهمية، يهدف إلى حماية المتمدرسين من هذه الآفة، وكذا مساعدة المدخنين، من تلاميذ وأطر إدارية وتربوية، على الإقلاع عنها، عبر المواكبة والتوجيه.
وأشار بنموسى إلى أنه، وترسيخا لثقافة التثمين والاعتراف بالمجهودات التي تبذلها المؤسسات التعليمية على المستوى المحلي في هذا الإطار، فإن الوزارة تطلق في إطار هذا البرنامج، وبشكل سنوي، مسابقة وطنية تساهم فيها المؤسسات التعليمية التي تحتضن الأندية الصحية.
من جانبها قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية بالمغرب، مريم بجدالي، في كلمة تليت نيابة عنها، إن التدخين مسؤول عن أكثر من 8 ملايين حالة وفاة كل عام في العالم، ثلثها بسبب الإصابة بالسرطان، مبرزة أنه من المحتمل أن يتجاوز هذا الرقم 10 ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لمواجهة الظاهرة.
وبخصوص تعاطي التدخين في صفوف الناشئة، أوضحت بجدالي أن 37 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يستخدمون منتجات التبغ، مضيفة أن عدد الأطفال الذين يدخنون السجائر الإلكترونية يفوق عدد البالغين.
وأبرزت المسؤولة أنه على مستوى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، فإن أحدث البيانات “مثيرة للقلق”، مشيرة إلى أن العديد من الدول في المنطقة تسجل معدلات تعاطي تدخين من الأعلى في العالم في صفوف المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما، تصل في بعضها إلى 42 في المائة بين الفتيان و20 في المائة في صفوف الفتيات.
وعرف هذا اللقاء تتويج الثانوية الإعدادية صلاح الدين الأيوبي عن إقليم مكناس، والثانوية التأهيلية الرحالي الفاروق عن إقليم قلعة السراغنة، بالجائزة الوطنية لمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان لأفضل إعدادية وثانوية بدون تدخين، ضمن برنامج إعداديات وثانويات بدون تدخين.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب، فإن نسبة انتشار التدخين بين المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم مابين 13 و15 سنة يبلغ 6 في المائة.
وللحد من هذه الظاهرة، اتخذت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مجموعة من الإجراءات والتدابير تتوزع بين ما هو تشريعي وتنظيمي وتربوي، وكذا على مستوى التنسيق والشراكة.
التعليقات مغلقة.