جرى خلال اليوم الأول من المنتدى رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي الذي افتتح الاثنين بمقر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط تحت شعار “الذكاء الاصطناعي كرافعة للتنمية في إفريقيا”، إبراز دور النظام القضائي في حكامة الذكاء الاصطناعي.
واستعرض القاضي رئيس مصلحة التعاون الدولي بالمعهد العالي للقضاء، سمير الغالمي، خلال مداخلة حول الموضوع، مختلف الجوانب القانونية، والتشريعية، والتنظيمية لحكامة جيدة لاستعمال الذكاء الاصطناعي.
وقال إن الحكامة الجيدة للذكاء الاصطناعي تمر حتما عبر إرساء قانون-إطار ينظم الجوانب المتصلة بالاستعمال الفعال والناجع للذكاء الاصطناعي وفق المعايير الدولية، مبرزا أن هذا القانون سيساعد القاضي على تحديد المسؤوليتين المدنية والجنائية، كما أنه سيضمن الحريات والحقوق الإنسانية.
وتوقف السيد الغالمي عند التكوين الأساسي والمستمر، والمتخصص، للقضاة والمحامين، ومساعدي العدالة من أجل مواكبة هذه التكنولوجيا الجديدة، ومن ثمة البث في النزاعات الناجمة عن استعمال الذكاء الاصطناعي، داعيا إلى إجراء تقييمات دورية لكافة الأنشطة المترتبة عن استعمال الذكاء الاصطناعي (قوانين، استراتيجيات…)، ومن ضمنها الاجتهاد القضائي في المجال.
وأضاف القاضي أنه يتعين نشر قرارات العدالة التي تعالج قضايا الذكاء الاصطناعي بغرض تيسير الولوج إلى المعلومة بالنسبة لكافة الجهات الفاعلة، الشيء الذي يساعد على تقاسم الممارسات القضائية الجيدة في هذا المجال.
من جانبه، أكد القاضي بالمحكمة العليا بالسنغال، جان ألويس ندياي، أن استعمال تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في مجال العدالة يعتبر موضوع نقاش عالمي، مبرزا أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصا غير مسبوقة تمكن من معالجة إشكالات العدالة، لاسيما على صعيد القارة الإفريقية التي تعتريها عدة عيوب ونواقص.
وتابع أنه بمقدور الذكاء الاصطناعي أن يقدم دعما جليا للقضاة، والمحامين ومهنيي العدالة الآخرين، في أعمالهم البحثية، وفي معالجة النوازل وتحليل الحالات المسطرية.
ودعا في هذا الاتجاه إلى إجراء أنشطة ملموسة وإدماج هذه التقنيات في المجال القضائي، والتي تمكن المواطن الإفريقي من الولوج إلى العدالة عبر الذكاء الاصطناعي، وتفادي البطئ المسطري وتقريب خدمات العدالة.
وينظم هذا اللقاء الدولي، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أيام، من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بمشاركة ممثلي أكثر من 30 دولة، 15 دولة منها إفريقية، بهدف وضع الأسس لاستراتيجية إفريقية مخصصة للذكاء الاصطناعي.
وعرف اليوم الأول من هذا المنتدى ترسيم إطلاق بالرباط، لأول مركز للذكاء الاصطناعي من الصنف الثاني بإفريقيا والذي يشكل خطوة حاسمة نحو إدماج الذكاء الاصطناعي في الاستراتيجيات التنموية بالقارة.
و.م.ع/ح.ك
التعليقات مغلقة.