عبد العلي جدوبي: كيف ستتجلى النزاعات المستمرة لاسيما في حربي غزة واوكرانيا في الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في باريس؟
فخلال الالعاب الأولمبية في فبراير 2022 منع الروس والبيلاروس من المشاركه في الالعاب حتى مارس 2023 غير انهم هذا العام يمكنهم من المشاركه في الأولمبياد “بصفة حيادية ” باستثناء الرياضات الجماعية ، ما دام انهم لم يدعموا الحرب على اوكرانيا خلال الألعاب كما ترى اللجنة المنظمة !
الا أن اللجنة الأولمبية لم تعمل في اولمبياد باريس الجارية على تقديم الرياضيين الاسرائيليين تحت راية محايدة ، بالرغم أن عمليات القتل والتهجير مستمرة في غزة ، بل ان شخصيات فلسطينية بارزة في المجال الرياضي تم اغتيالها بواسطة الطائرات الحربية الإسرائيلية .
قال رئيس لجنه التنسيق التابعة للجنة الأولمبية الدولية (بيار اوليفية) ان العدوان على غزة والحرب في اوكرانيا والتي تسببت في تعليق العضوية الرسمية لموسكو ، من طرف اللجنة الأولمبية هما وضعان مختلفان ! وأضاف انه من غير الوارد فرض عقوبات على اسرائيل في الوقت الحالي !!
من جانب آخر ، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مقابلة صحفية انه سيعمل كلما هو ممكن من اجل التوصل الى “هدنة أولمبية خلال حفله الافتتاح ، و تعتبر الهدنة تقليدا تاريخيا يقضي بتعليق الحرب خلال فترة الالعاب الأولمبية ، لكن لحد الساعه ما تزال الآلة العسكرية الإسرائيلية الفتاكة تحصل الأرواح في غزة.!
العالم يعيش توثرات جيوسياسية ، وحربين احداهما في غزة والاخرى في اوكرانيا مع جدل سياسي اعلامي حول مشاركه اسرائيل رسميا في اولمبياد باريس !
مشاركه اسرائيل يعني ان الامور تسير بشكل عادي بالنسبه للجنة المنظمة وهو ما يثير تساؤلات لدى الاوساط الرياضية المشاركة عن السقوط الاخلاقي للجنة الأولمبية الدولية في اختبار غزه ، فقد ربطت مصيرها بمصير نظام عنصري مجرم يواصل ممارسه الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني .
وبالعودة إلى تاريخ الدورات الأولمبية سنلاحظ انها ومند العام 1896 تخللتها عدة أزمات سياسية ، وقد مثلت الألعاب الأولمبية في عدة دورات رمز الخلط بين الرياضي والجيو سياسي ، وألغت دورات عدة ، بسبب الحربين العالمية الاولى والثانية ، وشهدت عزوف عدة دول عن المشاركة ،
فالاتحاد السوفياتي انذاك ندد بالالعاب الأولمبية وكان يصفها ” بالألعاب البرجوازية ” كما استبعدت جنوب افريقيا بسبب سياسة الفصل العنصري الابارتايد لعام 1964 في طوكيو ، وأيضا كان غزو السوفيات لافغانستان سببا في دفع بعدة بلدان أوروبية الى مقاطعة الدورة فغابت كوريا الشمالية وبعض البلدان مثل كوبا في دورة سيول.
كل ذلك يجعل السياسة تنبعث من جميع جنبات الحدث الاولمبي في باريس، ممثلا في الحرب الظالمة على قطاع غزة ،ومشاركة إسرائيل !!
التعليقات مغلقة.