المجلس الفيدرالي الألماني المغربي بألمانيا يشيد بدور الملكية في التنمية الشاملة وصيانة الهوية المغربية و حماية المقدسات و تعزيز مكانة المغرب في المنتظم الدولي
+علي السعماري: تحل ذكرى عيد العرش المجيد، كل سنة، ليتجدد من خلالها التأكيد على قوة ومتانة الالتحام بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي، وما يمثله هذا التلاحم من رمزية تاريخية ووطنية في أذهان جميع المغاربة.
منذ اعتلائه عرش المملكة المغربية يوليوز1999، عمل جلالة الملك محمد السادس على جعل المغرب ورشا كبيرا لمشاريع عملاقة من طنجة للكويرة، همت جميع القطاعات وهي الميزة الكبرى التي عرفتها فترة 25 سنة من الحكم الملكي.
كما عرفت بلادنا تطورات كبيرة شهدتها مختلف المجالات، سواء على المستوى السياسي، وتكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعزيز مكانتها، وكذا النهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
مبادرات ملكية تقوي مكانة المغرب في المنتظم الدولي
وقد عرف العهد الجديد بالمغرب ايضا جملة من الإصلاحات استهدفت مواصلة بناء دولة الحق والقانون وترسيخ أسس الديمقراطية الحقة. ليتجدد العهد المشترك بين الملكية والشعب بدستور جديد، يشكل تحولا تاريخيا حاسما، في مسار استكمال بناء دولة الحق والمؤسسات الديمقراطية، وترسيخ مبادئ وآليات الحكامة الجيدة، وتوفير المواطنة الكريمة، والعدالة الاجتماعية.
كما تمكنت بلادنا في العهد الحالي من التفوق في المهن الجديدة كصناعة السيارات، التي صار المغرب رائدا فيها، وكذا صناعات قطاع الطيران، التي اضحت من الصناعات المهيكِلة والخالقة لنسَق اقتصادي ومنظومة متكاملة تخلق فرصا للشغل، وتسمح بضمان تجانس نسيج صناعي محلي.
تعزيز مكانة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
من جهة اخرى عرفت وضعية المرأة في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ثورة هادئة في سياق دينامية مجتمعية وتنموية، مستلهمة من الإرادة الملكية في أن تتبوأ النساء المغربيات المكانة التي تستحقها من أجل بناء مغرب قوي ومتطور.
وفي هذا الإطار، راكمت المملكة، منذ اعتلاء جلالة الملك العرش، مكتسبات مهمة فيما يتعلق بقضايا المرأة، فالاهتمام بحقوق المرأة شكل أولوية وطنية في اتجاه تحصينها من كل أشكال التمييز والاستغلال.
آلية الحوار بين المؤسسات الدستورية المغربية و فعاليات المجتمع المدني بالمهجر
بخصوص المؤسسات الرسمية المرتبطة بالعلاقة مع افراد الجالية المغربية والمتمثلة في السفارات والقنصليات، فهي تلعب دورا كبيرا في خدمة مغاربة العالم خصوصا ما يتعلق بالخدمات الادارية والوثائق التي يحتاج اليها المواطن المغربي بالخارج.
كما تقوم بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني بتنظيم ملتقيات ثقافية واجتماعية ودينية لقائدة ابناء الجالية وهي التجربة التي عملنا على القيام بها بشكل دائم ومستمر في علاقة وطيدة بيننا وبين ممثلي السفارة والقنصلية. علاقة يسودها الاحترام وتبادل الخبرات والعمل سويا لخدمة الوطن. وخاصة المؤسسات التي تعنى بشؤون الجالية كمؤسسة الحسن الثاني- وزارة الخارجية- مجلس الجالية – القناصلة والسفراء.
احداث منصة تفاعلية مع الخالية المغربية ببلاد المهجر لحل اهم الاشكاليات القانونية
كرئيس للمجلس الفدرالي الالماني المغربي وممثل للمجتمع المغربي لمغاربة ألمانيا ، اقترح على وزارة الخارجية احداث موقع الكتروني يكون بمثابة الوسيط بين افراد الجالية من جهة ، و بين الادارات والمؤسسات في الوطن الام.
موقع الكتروني على علاقة دائمة بالمؤسسات الحيوية ، خصوصا القضاء والمحاكم و العمالات والجماعات وغيرها من أجل تبسيط المساطر الادارية وجعلها اكثر مرونة مع مراعات مسالة الوقت.
فالعديد من افراد الجالية يعانون من مشكل الروتين في الادارات خصوصا في فترة عطلة الصيف التي لا تسمح لهم بقضاء أغراضهم الادارية في وقت وجيز.
لذلك نتمنى احداث هدا الموقع في أقرب الآجال ولكن شريطة العمل به بشكل رسمي و مريح يساعد أفراد الجالية في التواصل مع الادارات المعنية و هم في بلدان المهجر.
هذا الموقع يكون بمثابة الشباك الوحيد الالكتروني الخاص بمشاكل الجالية ومعالجتها في ظروف جيدة و وقت قصير.
مقترحات تشاركية لإنجاح العملية السياسية بالمغرب مع أفراد الحالية.
اما على الصعيد السياسي, نتمنى أن يحظى مغاربة العالم بفريق برلماني داخل المجلس معا للدفاع عن قضاياهم و مشاكلهم امام السلطة التنفيذية ، وهي المهمة التي يمكن ان توكل للأحزاب المغربية وايجاد صيغة ملائمة لها، حيث ان أفراد الجالية يعدون بالملايين عبر العالم ، اذن لابد من ايجاد حلول ناجعة لتمثيلهم بالبرلمان وبشكل يليق بما يقدمونه من خدمات اقتصادية وسياسية للوطن.
الدبلوماسية الموازية المجتمع المدني المغربي ببلاد المهجر
منذ تأسيس المجلس الفيدرالي المغربي الالماني، عملنا على جعل القضايا الوطنية همنا و شغلنا الشاغل، فقد سبق لنا وعلى مر السنوات الأخيرة تنظيم ندوات ولقاءات للتعريف بكل ما يزخر به المغرب من خيرات وفرص الاستثمار كانت سببا في خلق مشاريع استثمارية من قبل المستثمرين الالمان : كما دافعنا سواء بألمانيا أو خارجها عن قضية الوحدة الترابية للمملكة. كما ان فعاليات المجتمع المدني بألمانيا عملت على الانخراط في العديد من الميادين، ومنها مقارعة الخصوم بالحجة والدليل على أن الصحراء مغربية منذ القديم.
ونظمنا في هذا الشأن العديد من الندوات والملتقيات حضرها سياسيون من جميع المشارب السياسية بألمانيا، حيث عبروا عن تقديرهم للمجهودات الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس من أجل القضية الوطنية وعبروا أيضا عن اعجابهم بالأنشطة التي ينظمها المجلس الفدرالي بشراكة مع الجمعيات الالمانية خدمة للقضايا الوطنية والتعاون المشترك بين البلدين.
إشادة عالمية بروح التضامن الإنساني المغربي في الازمات
في ما يتعلق بالتضامن والتكافل الانساني, ورغم بعدهم الى ان افراد الجالية المغربية دائما بعقولهم وقلوبهم متواجدون وحاضرون لدعم ومساعدة بلدهم في الازمات.
مغاربة العالم لم يتوانوا منذ اللحظة الأولى لوقوع كارثة الزلزال المدمر في التعبير عن تضامنهم مع أبناء وطنهم واستعدادهم للمساعدة بكل إمكانياتهم، إذ أطلقوا مبادرات ميدانية للتبرع بالدم وجمع المساعدات العينية من أفرشة وأغطية، ومن ثم وضعها رهن إشارة المتضررين، كما سارعوا إلى تنظيم حملات في أوساطهم للدعوة إلى التبرع للصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال.
دور الحالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمهجر و ارض الوطن.
من الناحية الاقتصادية, تشكل الجالية المغربية المقيمة بالخارج جزء لا يتجزأ من الوطن، تربطها ببلادها علاقة وطيدة لا تندثر رغم المسافة ومرور الزمن. كما تساهم الجالية في التنمية الوطنية، حيث تشكل التحويلات منبع رزق أساسي خاصة في المناطق القروية ومصدر من الدرجة الأولى للعملة الصعبة والاستثمار.
وبخصوص مساهمة مغاربة العالم في الاستثمار، فهي تمثل 2,9 في المائة من الجالية المغربية تستثمر في المغرب لا سيما في مجال العقار.
مرتكزات الهوية المغربية الأصيلة
اما بخصوص العقيدة والدين الاسلامي والمذهب المالكي فهي من أهم الأشياء التي تربط مغاربة العالم بوطنهم الأم فقد لعبت الجالية المغربية بالخارج دورا مهما في الحفاظ على الهوية الاسلامية و الثقافية للمغرب في الخارج عبر تشييد مساجد مغربية لإقامة الصلاة وتنظيم دروس للتوعية والتأطير الديني الذي يسهر عليها أساتذة وعلماء تحت اشراف جمعيات المجتمع المدني وفي هذا الشأن فقد عمل المجلس الفدرالي المغربي الالماني على تنظيم عدة لقاءات وملتقيات ذات طابع ديني وثقافي تبرز التمييز الخاص للمغرب وانفتاحه على باقي الديانات والتعريف بالهوية الثقافية للمغرب المحتضنة من كل أشكال التطرف والانغلاق.
اهم المقترحات التي يراها المجلس الفيدرالي الألماني المغربي آنية
من أهم القضايا التي يعاني منها مغاربة العالم هي مشكل المسننين والمتقاعدين لذلك نطالب من المؤسسات الوصية ان تعمل بشراكة مع نظيراتها في المانيا على ايجاد الحلول الناجعة لهذا المشكل خصوصا وان المتقاعدين المسنين، يحبذون الاستقرار في بلدهم المغرب بعد التقاعد من أجل الراحة والاستمتاع بالحياة لكن شريطة توفير ظروف جد مناسبة لهم خصوصا في مجال الرعاية الاجتماعية و الصحية كباقي بعض الدول الاوروبية.
دور المغرب في القضايا العادلة
كانت ولازالت علاقة المغرب بدول العالم في ظل الأزمات العالمية التي تتسم بالحياد الايجابي حفاظا على علاقته التقليدية مع جميع الأطراف وقد لعب المغرب دورا مهما في حل بعض النزاعات والأزمات حيث كان له الفضل الكبير في ايقاف بعض الحروب الأهلية خصوصا في افريقيا عبر وساطته بين الاطراف المتنازعة.
+أستاذ باحث و رئيس المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بألمانيا
التعليقات مغلقة.