ثورة الملك والشعب : إستمرار من أجل التنمية الشاملة | حدث كم

ثورة الملك والشعب : إستمرار من أجل التنمية الشاملة

+ذ. الحسن عبيابة: تعد المناسبات والأعياد الوطنية جزء من الذاكرة الوطنية التي ستبقى مورثا ثقافيا ووطنيا للأجيال الحالية والقادمة، ويبقى تخليد الذكرى الـ 71 لثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953, من بين أهم المناسبات الوطنية ، وهي مناسبة لإستحضار القيم الوطنية الثابتة والتذكير بالمواقف الصمود والتضحية التي بذلت من أجل تحرير المغرب ومبعث فخر واعتزاز للشعب المغربي ، ومصدر قوة وتوحيد وتماسك وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله لمواصلة مسيرة بناء المغرب الحديث بأبعاده الجيوسياسية العربية والإسلامية والإفريقية والدولية، والمناسبة أيضا هي مصدر إجماع وطني حول ثوابت الأمة ومقدساتها وخياراتها الكبرى الإستراتجية ،
وقد أجمع المؤرخون داخل المغرب وخارجه بأن مرحلة الكفاح ونضالات الشعب المغربي بقيادة المرحوم جلالة المغفور له محمد الخامس كانت إنجازًا متفردا في مسيرة الشعب المغربي وتوحيده والحفاظ على وحدته الوطنية ، والمغاربة يثمنون عاليا التضحية والوفاء لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس الذي آثر المنفى على التنازل عن العرش
وفاء لبلده ولشعبه ، ورفض كذلك التراجع عن قناعاته الوطنية واختياراته الثابتة من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية ومن أجل صون عزة وكرامة الشعب المغربي الوفي.

وثورة الملك والشعب هي مناسبة كذلك لإستخلاص عبرها ودروسها في الحاضر والمستقبل، ولتحقيق وعي سياسي قوي وعميق في ممارساتنا للسياسية الوطنية، فالمغرب ملك لجميع الأجيال ولجميع المكونات الوطنية، ويجب أن يبقى كذلك حفاظا على تماسكه الإجتماعي والثقافي والسياسي، وإذا كانت ثورة الملك والشعب قد عرفت في مرحلة التحرير والتخلص من الإستعمار ، فإنها مستمرة بنفس الحماس والوطنية لبناء مغرب واعد في المستقبل يضمن للأجيال المتعاقبة الحقوق ويفرض عليهم الواجبات تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس الذي يقود بخطوات ثابتة مسيرة إقتصادية وإجتماعية شملت جميع مجالات التراب الوطني، ومن الأكيد أن ملحمة ثورة الملك والشعب ستبقى في قلب كل مواطن مغربي لما ترمز إليه من قيم المواطنة وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه ، ويبقى الشعب المغربي مطالب بإستمرار التعبئة الوطنية وإشاعة الوعي الوطني والتربية على قيم المواطنة لإستكمال الوحدة الوطنية كاملة كما ورثها المغاربة عن أباءهم وأجدادهم .

ذ. الحسن عبيابة.. أستاذ التعليم العالي، ووزير سابق

التعليقات مغلقة.