عربدة إسرائيلية .. ولعبة المفاوضات..! | حدث كم

عربدة إسرائيلية .. ولعبة المفاوضات..!

عبد العلي جدوبي : كل العالم تغيرت سياسته  خلال الحقب الماضية وتم تعديل عدد من القوانين والمواثيق والاعراف الوضعية ، لكن الكيان الصهيوني ظل ملتزما بعقيدته في قتل الفلسطينيين وتشريدهم من اراضيهم منذ العام 1948.

ومنذ ذلك التاريخ ولسنوات لاحقة ونحن نسمع عن مبادرات أمريكية وأوروبية وعربية  للسلام ، ومحاولات لردع اسرائيل عن سياستها الرامية إلى القيام بمزيد من المجازر الرهيبة التي تنفذها الآلة العسكرية الصهيونية  بوحشية وقساوة وكراهية.

 لكن ومن المؤسف له حقا انه بالرغم من مرور ازيد من 75 عاما ظل هذا المجتمع الدولي يقوم مقام المتفرج.. تغيرت خرائط وكيانات لكن عقيدة القتل الإسرائيلية ظلت تمارس في المنطقة دون رقيب او حسيب !!

الإدارة الأمريكية ظلت وفية  في دعم هذا الكيان الهجين سياسيا ولوجستيكيا ، أما الدور الاوروبي فظل بمثابة المراقب حسب المستجدات والظروف الراهنة ومصالحه الخاصة ، وهو فقط يصدر من فتره الى اخرى بعض التصريحات الخجولة التي تطالب اسرائيل الى ” عدم الافراط في استخدام القوة ” ـ وكأنه يقول اقتلوا الفلسطينيين ولكن برفق ـ ! .

العالم العربي غائب كعادته وتم محاصرته خلال السنوات الأخيرة بعمليات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي والتي لم تجن منها الدول المطبعة سوى الويلات .. 

 جامعه الدول العربية حاضرة / غائبة،  تعودت على نهج ” سياسة الصمت ”  ونحن نعرف أن وجودها هو وجود صوري فقط !! .

أما مؤتمر القمة الاسلامي الذي انعقد مؤخرا خلال شهر  ماي من هذه السنه في العاصمة بانجوك بغامبيا ، فقد دعا في بيانه الختامي الى ” وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ” ، وهو بهذا البيان قد ازال على ما يبدو عن عاتقه من المسؤولية ” الأخلاقية ” لما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة ، أو كما يريد المجتمعون ذلك ، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني  محمود عباس الذي حضر المؤتمر ، وهذا ما يطبع المرحلة من سمات التردد والعجز ..

فليس من المطلوب من الأنظمة العربية الرسمية ، إرسال جيوش لتحارب في قطاع غزة ، بل المطلوب منها اتخاذ موقف عربي موحد ومسؤول قد تكون له اثار فعالة لدى المنتظم الدولي..

لقد عرت الحرب على غزة المنظومة الدولية  برمتها في جوانبها السياسية والأخلاقية والحقوقية ،  بفعل التواطؤ مع إسرائيل  اخر الظواهر الاستعمارية في العالم ، واقدامها .

والملفت للنظر أن عددا من دول امريكا اللاتينية التي لا يجمعها مع فلسطين لا اعراف لا دين ، انتفضت ضد دولة الاحتلال الإسرائيلية، بل هناك من بين الدول التي قطعت علاقاتها مع اسرائيل تضامنا مع اهالي غزة .

وما يثير الانتباه والاستغراب أن منظمه التحرير الفلسطينية، تظهر وكانها ليست معنية بما يدور في غزة !! ، وليست جزءا من المعركة !،  فهي لم تحرك ساكنا ، فقط تتحدث عن اطار دورها القيادي و في اطار المناكفة السياسية الداخلية !!.

والملاحظ ان دعم واشنطن لإسرائيل، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة والمتطورة، يعني انها مشاركة في قتل الفلسطينيين ، وهي في نفس الوقت تدعو الطرفين حماس واسرائيل الى ” ضبط النفس ” !

العربدة الإسرائيلية ماضية  في هيجانها، تقتل شهداء من كل الاعمار ( ازيد من اربعين ألف شهيد ، وازيد من مائة وعشرين ألف جريح ، وازيد من عشرة آلاف من المفقودين ، كما حطمت الآلة العسكرية الاسرائيلية في غزة أزيد من 70% من بنياتها التحتية من مباني ومستشفيات ومؤسسات وغيرها ..ومازال القصف مستمرا .

لقد فرضت موازين القوى الدولية التي تميل بشكل كبير لصالح الولايات المتحدة الأمريكية  الراعي للكيان الصهيوني ، استمرار تفردها في ملف الصراع ودعمها  الكامل لجرائم نتنياهو ومن معه من حكومته الفاشية ، فواشنطن أصبحت جزءا من الحرب وتمنح لإسرائيل غطاءا سياسيا توهم المنتظم الدولي بأنها تقوم بصفة الوسيط النزيه الذي يريد إنهاء الحرب ، لكن الظاهر عكس ذلك ، فالولايات المتحدة الأمريكية  إن هي ارادت فعلا ايقاف الحرب لفعلت ذلك دون تماطل او تاخير !،  لكنها ترغب في استمرارها ، بل وأنها تعرقل صفقة التبادل .

حماس خلال مفاوضتها السابقة، كانت قد رحبت باعلان بايدن وقرار مجلس الامن ، واكدت استعدادها للتطبيق الفوري للاتفاق ، وسلمت ردها بالموافقة على مقترح الوسطاء يوم ثاني يوليوز ، لكن المجرم نتنياهو رد على هذه الموافقة بمزيد من المجازر والقتل في قطاع غزة ، وهو في كل جولة من المفاوضات يضيف شروطا تعجيزية جديدة  لإفشال الصفقة  حفاظا على منصبه وخوفا من المتابعات القضائية لدى محكمه الجنايات الدولية .

التعليقات مغلقة.