شعيب بغادى : يوم واحد جمهورية أذربيجان عن تنظيم الانتخابات البرلمانية المبكرة، حيث وفي فاتح شتنبر سيتم تجديد ملامح نواب الأمة تحت قبة برلمانية يتنافس على كسب مقاعدها 991 مرشح.
ومن المعلوم أن تنظيم هذه الانتخابات جاء تبعا للمرسوم الرئاسي الصادر في 28 يونيو المنصرم والمتعلق بحل المجلس الوطني وإعلان انتخابات برلمانية مبكرة كاستجابة لطلب البرلمان الأذربيجاني، وهي محطة أساسية تشكل مرحلة تاريخية سيكون لها تأثير إيجابي على مصير الشعب الأذربيجاني، باعتبارها جزء من البرامج التي تساهم في تكريس مبدأ الديمقراطية وحرية الاختيار.
محطة فاتح شتنبر هي أيضا مرحلة تحرر وجودها في أجواء مميزة وخاصة، حيث ولأول مرة تعانق الانتخابات أجواء كل المدن والقرى بعد تحرير منطقة قراباغ من يد الاحتلال الارميني واستكمال الوحدة الترابية لجمهورية أذربيجان.
الجميع سيشارك في رسم صورة جديدة لبرلمان له تاريخ بارز في صناعة دولة مستقرة تسير بخطى سليمة ورئاسة حكيمة نحو تحقيق تنمية مستدامة ومتواصلة عبر مختلف الزوايا الاقتصادية والمجتمعية والسياحية وغيرها من المجالات التي تجعل من أذربيجان دولة متطورة وجمهورية في مستوى تطلعات أفرادها، تنال احترام وتقدير العالم والمجتمع الدولي.
تمت مراسم افتتاح البرلمان الأذربيجاني في 7 دجنبر من عام 1918م، حيث قامت هيئة تشريعية عليا لجمهورية أذربيجان الشعبية بتشريع برلمان جمهوري لأول مرة في تاريخ المشرق الإسلامي، ليحل كحدث عظيم جدا في تاريخ أذربيجان والعالم الإسلامي جمعاء.
ومعلوم أنه إلى نهاية 1919 تشكل البرلمان من 11 كتلة حزبية مختلفة من قبل 96 نائبا، والذين ازاد عددهم في ما بعد ليصل إلى 109 نائب.
و اليوم فإن البرلمان ذو الغرفة الواحدة في أذربيجان، و مقر السلطة التشريعية في البلاد يتواجد به 125 عضوا يمارسون نشاطهم لخدمة الشعب، ليس فقط من منطلق محلي و لكن أيضا عبر بعد يرسم خريطة التعاون الخارجي و الدولي لجمهورية أذربيجان و التي تشتغل عبر برامج فاعلة لتقوية علاقتها التعاونية مع
مختلف الدول ومن بينها المغرب حيث تم تأسيس فريق الصداقة الأذربيجانية المغربية و التي من خلالها يعتزم الطرفان تعزيز التعاون بين المؤسستين التشريعيتين المغربية والأذربيجانية، حيث خلال كلمة له في الدورة الاستثنائية لبرلمان أذربيجان بمناسبة الذكرى المائة لميلاد الرئيس الراحل حيدر عليـيف، عبر
رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي أن المملكة المغربية تتقاسم مع أذربيجان المسؤولية ذاتها في مواجهة الانفصال، والتوجه نفسه في احترام التعددية وتثمين التنوع الثقافي العريق للبلدين والمستند إلى تاريخ عريق وحضارة أسهمت إلى حد كبير في قيام الحداثة والعقلانية المعاصرة.
كما ثمن رفقة رئيسة الجمعية الوطنية السيدة صاحبة غافاروفا، المستوى الجيد للعلاقات البرلمانية الثنائية والمتعددة الأطراف، وأكدا على أهمية تعزيزها ورعايتها ودعمها عبر التواصل الدائم بين المؤسستين التشريعيتين وتبادل التجارب والخبرات.
وخلال زيارتها للمغرب ولقاءها برئيس الحكومة المغربية السيد عزيز أخنوش، أعرب الطرفان عن ارتياحهما العميق للتعاون المثمر القائم بين البلدين، مؤكدين على أهمية مواصلة العمل سويا، من أجل تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، والرقي بها إلى مستوى يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
هذا وخلال مشاركة نائب رئيس البرلمان، عادل علييف رفقة عدد من النواب الأذربيجانيين لمدينة مراكش في المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان، تم التأكيد على ضرورة التعاون في مجالات تعزيز السلام وبناء مستقبل موحد بإشراك الشباب والاعتراف المتبادل.
ويواصل البلدين بناء إطار التعاون بينهما عبر تكتيف الزيارات المتبادلة وتفعيل كل الاتفاقيات الرامية إلى تحقيق المصالح المشتركة على مختلف الأصعدة والمجالات، حيث ينتظر السنة الجارية زيارة النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين لجمهورية أذربيجان، وذلك في إطار المساهمة في تطعيم خارطة الطريق الهادفة تطوير علاقة التعاون بين البلدين الصديقين.
وفي انتظار فاتح شتنبر، تم توزيع أوراق الاقتراع للانتخابات البرلمانية المبكرة على لجان الدوائر الانتخابية بحضور أعضاء اللجنة المركزية للانتخابات ومنسوبي الأمانة الانتخابية وكذلك رؤساء وسكرتارية لجان الدوائر الانتخابية، هذا وفيما يتعلق بجانب المراقبين الذين سيمثلون عدد كبير من الدول والهيئات السياسية والحقوقية، ستعرف المناسبة حضور وفد ملاحظ من المملكة المغربيةـ في أجواء الجميع يراهن على نجاحها.
التعليقات مغلقة.