أبرز مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، الأربعاء بالصويرة، خصوصية وتماسك الاستراتيجية التي ينفذها المغرب في البحر الأبيض المتوسط وضمن المجتمع الدولي، وذلك خلال جلسة عمل مع فريق إدارة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط الذي يزور المملكة.
وخلال هذا اللقاء الذي احتضنه بيت الذاكرة، أتيحت الفرصة لأكثر من 30 من مسؤولي معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، وهو أحد أرقى مؤسسات التفكير المسموعة داخل العاصمة الأمريكية، للوقوف عند تبصر المملكة وتفردها في التعاطي مع مختلف القضايا المتوسطية.
وركزت هذه الجلسة، التي ترأسها السيد أزولاي، بحضور عامل إقليم الصويرة عادل المالكي ورئيس جماعة الصويرة طارق العثماني، على أهمية الخيارات الاستراتيجية التي اتخذها المغرب والتي جعلت من المملكة فاعلا يحتذى به وله وزن مهم في سياق دولي يبحث أكثر من أي وقت مضى عن نقط ارتكاز يستند إليها.
وأكد مستشار جلالة الملك أن “المملكة هي فاعل لا يبني خياراته الأساسية على عشوائية اللحظة ولا إغراءات الفرص”.
وبعد أن سلط الضوء على العمق التاريخي الذي يؤسس للاستثناء المغربي في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية، قال السيد أزولاي “من هذا المنظور التاريخي الطويل، يجب أن نفهم ونأخذ في الاعتبار بناء المغرب لمشروع اجتماعي يوفق بين مكاسب الدينامية المستدامة التي تعيشها بلادنا والخيارات الرائدة التي تلهم خارطة الطريق التي رسمها جلالة الملك، والتي تجعل من المملكة دولة أمة مسموع صوتها وموثوق، لا سيما في ظل التحديات التي نواجهها بشكل جماعي”.
وبعد نقاش استعرض القضايا التي تتصدر المستجدات الإقليمية والدولية، أشار المدير التنفيذي لمعهد واشنطن والخبير الأمريكي البارز في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، روبرت ساتلوف، إلى أن “المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أبان عن التزامه الدائم بالسلم والأمن”، مضيفا أن “المبادرات الدبلوماسية للمملكة، خاصة دورها الفاعل في القضايا العربية والإفريقية، تثبت موقعها الاستراتيجي وتأثيرها المتنامي في الساحة الدولية”.
وقال في تصريح للصحافة إن “التنوع الثقافي للمغرب يعد رصيدا كبيرا يجب الاحتفاء به والاستفادة منه كنموذج يحتذى به في جميع أنحاء العالم”، مضيفا “لدينا الكثير لنتعلمه من النهج المغربي في الحوار بين الأديان وتعزيز السلم”.
وتابع السيد ساتلوف، “تربط بين المغرب والولايات المتحدة علاقة تاريخية عميقة، تقوم على مصالح وقيم مشتركة وقوية. وبالنظر إلى المستقبل، أنا واثق من أن شراكتنا ستتعزز أكثر، وبفضل التفاهم المتبادل والتعاون المتزايد، سنتمكن من تحقيق المزيد من التقارب بين شعبينا”.
وبعد مدينة الصويرة، واصل وفد معهد واشنطن جولته من خلال زيارة الرباط والدار البيضاء، من أجل تعميق النقاش حول القضايا الإقليمية والدولية، والوقوف عند سبل الشراكة في المجالات الاقتصادية والاستراتيجية.