تدبير الأزمات الوبائية الناشئة: تسليط الضوء على الدور الريادي للمغرب في تعزيز السيادة الصحية الإفريقية أمام لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي
أبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي، أمس الأربعاء بأديس أبابا، الدور الرائد للمملكة في تعزيز السيادة الصحية الإفريقية.
وشدد الدبلوماسي، خلال مشاركته في الدورة الاستثنائية للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي، والتي شكلت خطوة حاسمة في مكافحة الأوبئة الناشئة بالقارة، لا سيما مع مصادقة المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها على أول اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي آر) مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة، على نجاح المقاربة المغربية القائمة على الابتكار والتعاون الإقليمي، مشيرا إلى أن المغرب والمركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها يمهدان بذلك الطريق لتعزيز السيادة الصحية بإفريقيا في إدارة الأزمات الوبائية الناشئة.
وذكر السيد عروشي بأن المغرب طور، في إطار الاستجابة لحالة الطوارئ الصحية التي يشكلها فيروس جدري القردة، اختبار “بي سي آر” قادرا على اكتشاف الفيروس بدقة منقطعة النظير، مشددا على أن هذه المبادرة تلقت دعما تقنيا وعلميا من المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض، وهو ما يعكس قدرة القارة على إنتاج حلول تنافسية تتكيف مع الواقع الإفريقي.
وأشار في هذا الصدد إلى أن المدير العام للمركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض، جان كاسيا، هنأ المغرب، الذي أنتج أول أداة لتشخيص مرض جدري القردة تنجح بنسبة 100 في المئة في اجتياز كافة الاختبارات التي تم إجراؤها.
وبحسب الدبلوماسي المغربي فإن تصريح جان كاسيا يعكس التزام المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض بتعزيز الحلول الداخلية لمكافحة الأوبئة، مع تعزيز إمكانية الوصول الاقتصادي والاكتفاء الذاتي في القارة.
وخلص إلى التأكيد على أن هذا الإنجاز يبرز الحاجة إلى تنسيق أعمق بين الدول الإفريقية والمؤسسات الإقليمية لاستباق الأزمات الصحية والاستجابة لها بشكل فعال، مبرزا أن هذه المبادرة المغربية مثال ملموس على الإمكانات الإفريقية لتحويل التحديات إلى فرص، وبالتالي تعزيز الصمود الجماعي للقارة في مواجهة الأوبئة المستقبلية.