اختتمت، أمس السبت بأبيدجان، الدورة الثامنة للمنتدى الدولي والمعرض الإفريقي لوسائل النقل بعد ثلاثة أيام من النقاشات المكثفة حول الآليات التي سيتم تنفيذها والمقاربات التي سيتم اعتمادها لإرساء نظام حديث ومتطور ومبتكر وشامل لوسائل النقل في أفريقيا.
وتميزت دورة هذه السنة، التي نظمت تحت شعار “النقل واللوجستيك والبنية التحتية: المستخدم في صلب السياسات والاستراتيجيات”، بمشاركة متميزة للمغرب، ممثلا بوفد هام يضم مسؤولين عن وزارة النقل واللوجستيك، والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، والوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجستيكية، والشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجستيكية.
واستضاف المعرض الإفريقي لوسائل النقل جناحين، ضم أحدهما مختلف الهيئات المكلفة بقطاعي النقل واللوجستيك، ولاسيما الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، والوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، والشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجستيكية، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، فيما الجناح الآخر خصص لـ”مرسى المغرب”.
وفي إطار فضاء الجناح المخصص للهيئات المكلفة بقطاعي النقل واللوجستيك، تم تخصيص مساحة كبيرة لتسليط الضوء على المحاور الرئيسية والأهمية الاستراتيجية للمؤتمر العالمي للسلامة الطرقية المزمع عقده من 18 إلى 20 فبراير 2025 في مراكش، وذلك بتنظيم مشترك بين الحكومة، ومنظمة الصحة العالمية، مع دعوة الدول الإفريقية للمشاركة بكثافة.
كما تم تعريف الزوار طوال هذه الدورة بالإنجازات الكبرى التي حققتها المملكة في المجالات الرئيسية للنقل واللوجستيك، مع التركيز على الخبرات التراكمية الكبيرة في هذا المجال بفضل تنفيذ سياسات واستراتيجيات طموحة واستباقية، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن جعل قطاع النقل واللوجستيك في خدمة التنمية السوسيو اقتصادية للمملكة.
وفي مداخلة له خلال الحفل الختامي لهذا الحدث، أشار ممثل وزارة النقل الإيفوارية، ديومان كوني، إلى أن المنتدى الدولي والمعرض الإفريقي لوسائل النقل يواصل تجسيد التميز والابتكار في قطاع النقل في إفريقيا، مشيدا بتميز هذه الدورة بإثراء التبادلات ووجهات النظر الواعدة من أجل مستقبل النقل على المستوى القاري.
وقال المسؤول الإيفواري إنه بمشاركة أكثر من 10 آلاف شخص من 10 دول، وبفضل البرنامج الغني والمتنوع، أثبت المعرض مجددا دوره كمحفز من أجل تطوير البنية التحتية للنقل في إفريقيا.
وبخصوص موضوع هذه الدورة، أكد أن الندوات وحلقات النقاش والمعارض المقررة أتاحت معالجة قضايا حاسمة، مثل التنقل الكهربائي والسلامة الطرقية والنقل متعدد الوسائط والبنيات التحتية الرقمية، موضحا أن هذه المواضيع الاستراتيجية عززت التفكير في أن وضع المستخدم في صلب السياسات العمومية هو شرط أساسي لإرساء أنظمة نقل فعالة ومستدامة.
وأشادت المفوضة العامة للمنتدى الدولي والمعرض الإفريقي للنقل، مانياتيي بامبا، بنجاح هذه الدورة، التي مكنت من جمع ثلة من المسؤولين والمهنيين والخبراء وممثلي المنظمات الإقليمية لمناقشة المواضيع الراهنة المتعلقة بقطاع النقل، مؤكدة التزامها بمواصلة مسار التميز خلال النسخة المقبلة التي ستكون واعدة أكثر.
وبحسب المنظمين يشكل المنتدى الدولي والمعرض الإفريقي لوسائل النقل ملتقى هاما للتبادل والتواصل بين المهنيين في قطاعات النقل واللوجستيك والقطاعات ذات الصلة.
كما تشكل مناسبة مواتية للانخراط في تفكير عميق حول القضايا ذات الصلة بملاءمة أنظمة النقل والبنى التحتية لخدمة تنمية البلدان الإفريقية، مع المساهمة في تطوير النقل واللوجستيك والبنى التحتية في إفريقيا وتعزيز اندماج حقيقي شبه الإقليمي لهذه القطاعات.