السفير عز الدين فرحان: الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. المغرب ملتزم بمبادئ التعاون جنوب-جنوب والتضامن الإفريقي
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية في فيينا، عز الدين فرحان، امس الأربعاء، أن المغرب، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يلتزم بمبادئ التعاون جنوب-جنوب والتضامن الإفريقي، ويتعهد بمواصلة عمله في دعم الجهود المتعددة الأطراف وتعزيز المبادرات التي تجسد الشعار الجماعي للوكالة الدولية للطاقة الذرية “تسخير الذرة من أجل السلام والتنمية”.
وأضاف السيد فرحان، في كلمته أمام المؤتمر الوزاري حول العلوم والتكنولوجيا والتطبيقات النووية وبرنامج التعاون التقني، أن المغرب يظل “ملتزما بشكل كامل” بمواصلة تبادل خبراته مع شركائه ومع البلدان الإفريقية، سواء على المستوى الثنائي أو بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بهدف تعزيز استخدام التطبيقات والعلوم والتكنولوجيا النووية للأغراض السلمية. وأشار السفير إلى أن “الاستخدام الآمن والمأمون للتطبيقات النووية هو أولوية مشتركة بين المغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية في إفريقيا”.
وسجل أنه بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طور المغرب خبرته الوطنية في تعزيز الاستخدام السلمي للتطبيقات والتكنولوجيات بطريقة آمنة ومأمونة ومستدامة في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة والطب النووي والتغذية والماء والفلاحة والصناعة والبيئة والطاقة، والأمن والسلامة النوويين. وفي هذا السياق -يضيف السيد فرحان- يتخذ المغرب تدابير بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز القدرات الوطنية وتبادل الخبرات في مجال التطبيقات النووية، لا سيما بالشراكة مع الدول الإفريقية الأعضاء.
وأفاد بأن المغرب ينظم كل عام أنشطة لتعزيز قدرات خبراء من أكثر من 40 دولة عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إفريقيا، مشيرا إلى أنه يتم سنويا تنظيم مئات المنح والزيارات العلمية وورش العمل والشهادات، فضلا عن بعثات الخبراء في مجالي الرقابة التنظيمية والأمن النووي لفائدة سلطات الدول الإفريقية الأعضاء.
وبعد أن جدد التأكيد على الدور المركزي للوكالة في تقديم المساعدة التقنية للدول الأعضاء لضمان الاستخدام الآمن والمأمون للتطبيقات النووية، أشاد السيد فرحان بالمبادرات الرائدة المبتكرة والعملية التي أطلقها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، ولاسيما “العمل المتكامل لمكافحة الأمراض الحيوانية المصدر في إفريقيا” (زودياك)، و”التكنولوجيا النووية لمكافحة التلوث بالمواد البلاستيكية” (نيوتيك)، ومبادرة “أشعة الأمل”، و”مبادرة تسخير الذرة من أجل الغذاء” (Atoms4Food)، التي قدمت استجابة ملموسة وفعالة للأمراض الحيوانية المصدر والتلوث البحري وعلاج السرطان وسلامة الأغذية.
وفي إطار تنفيذ هذه المبادرات، أشار السيد فرحان إلى أن التعاون بين المغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تعزز بعد الزيارة الرسمية التي قام بها السيد غروسي إلى المغرب في يونيو 2022، مضيفا أن المملكة اتخذت خطوات ملموسة لتطوير بنية تحتية معترف بها دوليا للتكوين في مجال التطبيقات النووية السلمية.
وقد أسهمت عدة مؤسسات مغربية في تنفيذ المبادرات الرائدة للمديرية العامة للوكالة، بما في ذلك المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، والوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، والمعهد الوطني للأنكولوجيا بالرباط، والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
كما ذكر السفير بالدعم الدؤوب للمملكة لمبادرة (زودياك)، التي تروم تعزيز قدرات الكشف عن الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان ومكافحتها (الأمراض الحيوانية المصدر)، والتي تم اعتمادها في ظل الرئاسة المغربية للمؤتمر العام الرابع والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبهدف تعزيز الب عد الإقليمي لهذه المبادرة، يتابع السيد فرحان، نظم المغرب قبل أسبوعين، بشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاجتماع الإقليمي للرباط حول تنفيذ مبادرة (زودياك)، والذي أعطى زخما لتنفيذ هذه المبادرة من خلال تعزيز الشبكة الإفريقية للمختبرات الوطنية.
وأشار إلى أن 31 دولة إفريقية عضو شاركت واعتمدت وثيقة تحدد خارطة طريق واضحة لتعزيز النهج التعاوني وتدابير التنسيق والتشبيك بين مختبرات مبادرة “زودياك” الإفريقية.
وأضاف السفير أنه في إطار نفس الالتزام، نظم المغرب لأول ندوة رفيعة المستوى، بمشاركة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول موضوع “دور التكنولوجيا النووية في محاربة سرطان عنق الرحم بإفريقيا”، والتي خلصت إلى ضرورة تعزيز التآزر والدينامية والتكامل بين جميع الفاعلين المعنيين بمكافحة سرطان عنق الرحم في إفريقيا.
كما أكد أن المغرب، الذي يستضيف مركزا متعاونا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال مكافحة السرطان، يظل ملتزما بشكل كامل بدعم مبادرة “أشعة الأمل” التي تهدف إلى توفير الرعاية الصحية للجميع وتعويض النقص في العلاج الإشعاعي في البلدان النامية.
من جهة أخرى، اعتبر السيد فرحان أن استخدام التكنولوجيا النووية لتحلية المياه وإنتاج مياه الشرب أضحى أكثر أهمية من أي وقت مضى، مذكرا في هذا السياق بأن المغرب قدم هذا العام، بصفته أحد الموقعين، قرارا قدمته مجموعة الـ77 وجرى اعتماده بتوافق الآراء خلال المؤتمر العام الثامن والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول “خطة الإنتاج الاقتصادي لمياه الشرب باستخدام مفاعل نووي صغير ومتوسط الحجم”.
وقال إن هذا القرار يؤكد على ضرورة مواصلة تعزيز التعاون الدولي في تخطيط وتنفيذ برامج تحلية المياه النووية.