بغداد : فاطمة البكاري: مما لاشك فيه أن الدورة الخامسة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح الذي انطلقت فعالياته أول أمس الإثنين 09 دجنبر 2024 بالعاصمة العراقية ، لم تكن على العادة التي عرفتها الدورات السابقة لهذا المهرجان الآخذة رسائله المسرحية والثقافية في التواتر داخل الساحة العالمية بفعل ما تنطوي عليه من أبعاد ودلالات فنية وأدبية وإبداعية. بل على النقيض من ذلك فالدورة الحالية تاتي في سياقات جيواستراتيجية مشحونة بكثير من الإكراهات والتحديات التي يشهدها الجوار العراقي الملتهب في ارتباطه بمحيطه الإقليمي الذي تتقاذفه الحروب والتوترات لما يزيد عن السنة. لذا وبعد تأجيل الدورة السالفة الذكر لأكثر من شهرين على موعدها المعتاد ، هاهي الدورة ذاتها تعود لتتسيد المشهد الوطني العراقي بعنفوان واستئساد وبصيغة دولية غير معهودة ،معلنة انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للمسرح ببغداد، في تحدي غير مسبوق لكل ما تعرفه المنطقة والجوار من نزاعات وصراعات وقلاقل وحروب. في رسالة واضحة من صناع القرار بالجمهورية العراقية للعالم مفادها أن حكام العراق لا يخشون الصعاب ولو في محيط مشتعل ويغرق في الفوضى. نعم تاتي الدورة الخامسة لهذا المهرجان الدولي لأبي الفنون عقب إصرار منظميه رفع سقف التحدي عاليا على كافة المستويات بدعم قوي من السلطات العراقية.
هكذا إذن كان الإصرار العراقي وهكذا سيظل في استضافته للملتقيات الدولية واحتضانه للمهرجانات العالمية في شتى الفنون والميادين.
وفي السياق ذاته تزامنت فعاليات الدورة الحالية لمهرجان بغداد الدولي للمسرح مع اختيار المنظمة العربية للسياحة العاصمة بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025 وفق مظمون الكلمة الترحيبية التي ألقاها الدكتور عارف الساعدي المستشار الثقافي لرئيس الوزراء خلال افتتاح الدورة، بعد ان نقل تحيات السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني لضيوف المهرجان،
تمنياته الخالصة بإنجاح فعالياته، وشكر كافة الكوادر والاطر والموظفين وكذا منظمو المهرجان.
وجاء كذلك في كلمة المستشار الثقافي بالمناسبة ذاتها قوله “لا أظن أن هناك دعاية للسياحة أعظم من هذه الوجوه في إشارة للحضور ، السياحة الثقافية لا ينعشها الإ وجود الفنانين والمثقفين الموجودين ببغداد في هذا المهرجان الدولي للمسرح. فيما جاءت كلمة رئيس المهرجان نقيب الفنانين مدير عام دائرة السينما والمسرح في متفاعلة بشكل كبير مع الأجواء العام لفعاليات الدورة. مؤكدا على أن دورة المهرجان كانت مقررة أن تنطلق في العاشر من شهر تشرين الاول الماضي ، لكن الظروف المحيطة والصعبة استدعت تأجيلها لموعد اليوم ، وهذا يعني يقول رئيس المهرجان أن جهودا بذلت خلال هذين الشهرين. ثم زاد قائلا هناك سبعة فرق مسرحية أوروبية اعتذرت عن الحضور بسبب تخوفهم من الأوضاع الراهنة، فيما حضرت العديد من الفرق المسرحية العربية والأجنبية. الى ذلك تم تصميم جائزة المهرجان النحات العالمي احمد البحراني. وكان في السياق عينه ان تم عرض برومو خاص عن العروض المشاركة في المهرجان بمساريها المحلي والدولي. بعدها عرض فيلمين عن الشخصيات المكرمة في المهرجان وهما الفنان الراحل الدكتور شفيق المهدي من خلال تكريم عائلته ، ثم جرى تكريم الرائد الكبير الدكتور صلاح القصب تثمينا لدورهما الرائد في إثراء حركة المسرح العراقي.
كم تم استعرض لجنة اختيار العروض..ولجنتي تحكيم مسابقة المسار الدولي..والمسار المحلي للعروض التي تتنافس على جوائز المهرجان.
وتضمن حفل الافتتاح اوبربت استعراضي بعنوان ” دجلة والفرات ” عرض فني يستحضر تاريخ وحضارة العراق، ويعكس ما عاشه من مؤثرات دخيلة على مجتمعه ، لكن أمله في مستقبل زاهر كان عنوان مرحلة انتقالية هامة في تاريخ عراق الحضارة من خلال لوحات فنية متناسقة بألوان مبهجة .رحلة فنية سافرت بالمشاهد عبر مراحل كانت حاسمة في الحياة اليومية للشعب العراقي،عبر توظيف لتشكيلات حركية مدروسة،والوان تحمل دلالات العرض.
التعليقات مغلقة.