على أي " تقرير المصير " يتحدثون ؟؟ | حدث كم

على أي ” تقرير المصير ” يتحدثون ؟؟

0
20/12/2024

عبد العلي جدوبي: هناك آلاف من المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف ـ كما هو معلوم ـ اذا كان الامر يعنيهم  ب: ” تقرير المصير” فيجب على السلطات الجزائرية ان تطلق سراحهم  !! أليس هي التي تعتبرهم لاجئين لديها ؟ فلماذا لا تتخلص من أعبائهم كلما طلبت الهيأة الأممية منها ذلك ؟ وتترك لهم حريه الاختيار و”تقرير مصيرهم” بالعودة الى وطنهم الذي ينعم بالأمن والاستقرار !! لماذا يضرب حصار على هؤلاء اللاجئين بالحديد والنار ؟

تقارير الهيئات الأممية والحقوقية كانت تقول دائما أنه يتعذر عليها الوصول الى إحصاء دقيق للمحتجزين في تندوف ، فهناك القلة القليلة  بين المحتجزين من الصحراويين المغاربة الذين لم يتمكنوا من التحاق بإخوانهم بالصحراء المغربية ( لم يتمكنوا من الفرار) أما الغالبية فهي تضم فلولا من الطوارق القادمة من دول الساحل الافريقي تستخدمهم الجزائر كورقة ضغط  والترويج بها من فتره لأخرى لمبدأ ” تقرير المصير “والحديث عن ” الشعب الصحراوي “!

في قراءة الرد  الجزائري على استفسارات الأمم المتحدة  حول الموقف من تطور قضية الصحراء المغربية ، يكمن في ” إجتهادات ” تتعارض وحقائق الملف ، مع القانون الدولي، و مع منطق الحقوق التاريخية ، وفي ذلك تجاهل لمبدأ  وحدة وسيادة  الدول ، الذي يكون سابقا  ” لتقرير المصير” فالحقوق التاريخية وان كانت تعني انه لم يكن هناك أي وجود لكيان وهمي في الاقاليم الجنوبية للمغرب بمعزل عن وحدة الكيان المغربي ، فانها تنتصب اكبر شاهد على أن ” تقرير المصير ” في حد ذاته لا يمكن اعتماده بتاتا ما دامت هناك حقوقا تاريخيه وقانونية وحضارية ..

وحين طرح الحل السياسي للملف كان بهدف المعالجة السياسية للتورط الجزائري والمطالبة بفك الحصار عن الرعايه المغاربة المحتجزين  في الجزائر وليس شيئا اخر!! فلم يكن لوجود شعب الصحراء الا في مخيلة معاكس المشروعية ، ولو تم التسليم سياسيا وقانونيا وتاريخيا بوجود هذا الشعب ، لما كانت هناك حاجة لتحديد الهوية خلال السنوات السابقة والتي تعثرت واستحالت تحقيق ذلك بسبب مناوشات الجزائر التي تدرك اكثر من غيرها انه لو أن أي مجموعه بشرية تتوفر على خصوصيات معينة اصبح ينظر اليها” كشعب “، لكانت الجزائر في مقدمة الضحايا للنزاعات الإنفصالية والتي ينطبق عليها مبدأ المطالبة ب : تقرير مصير جمهوريات القبائل ، وبني مزاب ، وتندوف ، والطوارق خصوصا على ضوء انفلات الأوضاع الأمنية  من فتره لاخرى هناك ، والمطالبة بإستقلال تلك المناطق التي تشهد وإلى اليوم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. 

وامام هذة التجاوزات الخطيرة  لحقوق الانسان التي تقترفها جبهه البوليساريو بدعم من عساكر الجزائر بحق عشرات الالاف من المواطنين المغاربة المحتاجزين لديها على الاراضي الجزائرية ، فنعتقد أنه حان الوقت لكسر جدار الصمت عن كل هذه الخروقات والتجاوزات ووقف هذا النزيف الذي طال ؛ وأن المجموعة الدولية  اليوم مدعوة الى تحمل مسؤوليتها ، والعمل على فك الحصار على اولئك المحتجزين بالجزائر ، وان تمنحهم حرية الاختيار ، وتقرير المصير بين حق العودة الى الوطن ، او البقاء في المخيمات !!

فكلما تخشاه الجزائر اليوم هو أن المسار الطبيعي للحل  النهائي لقضيه الصحراء المغربية سيفقدها ورقه ” تقرير المصير ” وغيرها من الطروحات المنتهية صلاحيتها قبل نصف قرن ، وهذه مشكلة جزائرية صرفة ، خصوصا وأن العجز حين يكون كبيرا في إدارة الملفات الداخلية لديها.. وفي الامكان تلمس هذا الترابط من خلال ردود الفعل   التي تحفل بها بعض الصحف الجزائرية ، وكذا انواع الضغوط التي تريد ان تضع قضية الصحراء المغربيه في مرتبة  “الامن القومي الجزائري.”.

ملف قضيه الصحراء المغربيه يا سادة أصبح منتهيا وطويت صفحاته .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.