عبد العلي جدوبي: خلال اللقاء الذي جمع جلالة الملك محمد السادس ومحمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهوريه الإسلامية الموريتانية بالقصر الملكي بالرباط ، تم التأكيد بين قائدي البلدين على حرصهما على تطوير المشاريع الإستراتيجية للربط بين البلدين الجارين ، في إطار المبادرات الملكية بافريقيا خاصه مشروع انبوب الغاز الافريقي الاطلسي ، ومبادرة ولوج دول الساحل الى المحيط الاطلسي وفق ما جاء في بلاغ للديوان الملكي ؛ ذلك ان موريتانيا تظل البوابة الكبرى نحو افريقيا وتربط بلادنا معها أواصل صداقة وعلاقات مطبوعة بأوفاق التضامن السياسي والاقتصادي والانكفاء على معالجة قضايا التنمية والديموقراطية عبر تنمية التعاون الحدودي في الاقاليم الجنوبية للبلاد مع شمال موريتانيا .
والحقيقه أن مشروع الغاز لافريقي الاطلسي، المغرب/ نيجيريا سيشرع في تنزيل رؤية الطريق العابر لافريقيا/ طنجه_ لاغوس لخلق التنمية والتكامل على نطاق واسع وعابر للحدود كمصدر مشروع استراتيجي اطلسي ، يروم تحسين أمن الطاقة بالنسبة لدول إفريقية وأوروبية ، وبالتالي سيدفع موريتانيا للتقارب مع المغرب استراتيجيا..
وللاشاره فقط اطلق جلاله الملك محمد السادس مبادرة تعزيز ولوج بلدان الساحل مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد الى المحيط الاطلسي من خلال التعاون جنوب/ جنوب الذي يقوم على شراكة بين جميع الاطراف ، ويذكر ان العلاقات بين الرباط ونواكشوط شهدت توقيع عدة اتفاقيات وزيارات متبادلة بين المسؤولين المغاربة والموريتانيين ، كما فتحت السلطات الموريتانية مؤخرا قنوات التواصل مع عدد من الشركات المغربية في أفق توقيع شراكات معها لإنجاز عدد من المشاريع الضخمة التي سترى النور بالجارة موريتانيا بداية السنة المقبلة ..
بخصوص قضيه النزاع المفتعل لقضية للصحراء المغربية ، اكدت نواكشوط في أكثر من مناسبة أن موقفها من هذا النزاع حيادي ويهدف الى إيجاد حل سلمي بتجنب المنطقه خطر التصعيد ، وتعمل موريتانيا الحفاظ على التواصل العام في علاقتها مع المغرب والجزائر..
إن الشراكة المغربية الموريتانية ، ليست فقط ضرورة للبلدين بل هي الحاضر والمستقبل لدول الساحل والصحراء ببلوره تكتل الاقليمي جديد منفتح على كل البلدان الساحل والصحراء ، يرتكز على أسس واضحة تتمحور حول الاندماج الاقتصادي والامن المشترك والتنسيق السياسي ؛ وما هدفت إليه كثير من المعاكسات التي تورط فيها خصوم المغرب ومحاولات اليائسة لفصل البلاد على امتدادها الافريقي والعربي ، كان يروم إحداث شرخ في العلاقات العربية الافريقيه ، فلم يكن الامربالنسبة للمغرب يتعلق بتنافس بينه وبين الجزائر حول إقامة علاقات ارسخ مع موريتانيا وبقية الدول الإفريقية ، بل كان الهدف هو معالجة قضايا التنمية والديموقراطية وفض المنازعات الحدودية والإقليمية بطرق سلمية في الوقت الذي اهتمت فيه الجزائر بمفهوم خاطئ للهيمنة ومحاولة إستمالة بعض الدول الإفريقية بطرق ملتوية ، وعملت بكل الوسائل لنسف الجهود الكبيرة المبذولة من طرف المغرب في احداث الطريق الرابط بين طنجة ولاغوس عبر موريتانيا والسنغال ، بل أن المغرب لم يكتف بطرح هذا التوجه ، وإنما زاد على ذلك فكرة الربط بين قارة افريقيا وأوروبا عبر مضيق جبل طارق بما يسمح ببلورة أسطع صورة للحوار الأوروبي المغربي الإفريقي ..
لكن الجزائر بدل ان تدعم هذا التوجه الذي قد يحولها الى شريك اساسي ، وتنخرط في دعم التعاون الاوروبي / الافريقي بما تتوفر عليه من امكانيات ، نحت في اتجاه معاكس بعدم التأقلم مع التطورات السياسية والتحولات الدولية ، وظلت تمارس عبئا سياسيا بالمنطقة وتتفنن في لعبة المناورات الدنيئة.