يمكن القول إن الإعلام هو أكثر من مجرد مهنة أو وظيفة يقوم بها الأفراد، الإعلام ليس مجرد نقل للأخبار والمعلومات، بل هو أداة قوية للتأثير على الرأي العام، وتوجيه الفكر، بل وبشكل من أشكال المسؤولية الإجتماعية.
الإعلام، في جوهره، يمثل نافذة المجتمع على العالم، ومن خلاله نتعرف على أحداث يومنا، على القضايا المحلية، الوطنية والدولية، ويعكس هويتنا الثقافية، فهو ليس مجرد عملية نقل الأخبار، بل هو عملية بناء وعي عام يتأثر به الناس في شتى المجالات السياسية، الإجتماعية، والإقتصادية.
المهنيون في مجال الإعلام يحملون على عاتقهم مسؤولية نقل الحقيقة والمعلومات الموثوقة، وهذا ليس بالأمر السهل في ظل إنتشار الأخبار الكاذبة والشائعات.
إن الإعلام لا يتوقف عند كونه وظيفة لتحصيل الرزق، بل هو رسالة تهدف إلى تثقيف المجتمع وتوجيهه نحو المعرفة الصحيحة واتخاذ القرارات المدروسة.
ومن هنا، فإن الإعلام هو مهنة مسؤولة تتطلب التزاما مهنيا وأخلاقيا عميقان، إذ ينبغي على الإعلاميين أن يتحلوا بالمصداقية والشفافية في نقل المعلومات، وأن يعملوا على تعزيز الحوار البناء بين أفراد المجتمع.
إن الإعلام يستطيع أن يكون أداة للتغيير الإيجابي، وأن يساهم في تطوير المجتمع، وفي نقل القيم والمبادئ التي تساعد على تقدم الأفراد والمجتمعات. كما أن الإعلام قادر على التأثير في سياسات الدول، وصياغة أفكار الشعوب ومواقفهم تجاه قضايا مختلفة.
وهكذا فإنه من الأكيد أن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة عظيمة تتطلب الوعي العميق والتفاني في أداء العمل بما يخدم الصالح العام. ولذا، يجب أن نقدر الدور الذي يلعبه الإعلام في تشكيل مستقبل الأفراد والمجتمعات، والدور الجوهري في بناء الوعي المجتمعي وتحقيق التنمية الشاملة.
عمر المصادي
التعليقات مغلقة.