عاق الوالدين (مسخوط الوالدين) خطر على الأسرة والوطن !! | حدث كم

عاق الوالدين (مسخوط الوالدين) خطر على الأسرة والوطن !!

21/02/2025

عمر المصادي: الحمد لله الذي أمر ببر الوالدين، وجعل ذلك من أسباب رضا الله سبحانه وتعالى، والصلاة والسلام على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي حث على إكرام الوالدين وطاعتهما في كل الأحوال.

إن هذا الموضوع يتناول قضية إجتماعية وأخلاقية تمس جوهر العلاقات الإنسانية في المجتمع الإسلامي.

لقد حثنا الإسلام على بر الوالدين في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ففي قوله تعالى: “وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا” (الإسراء: 23)، يظهر لنا أن البر بالوالدين ليس مجرد أمر عابر، بل هو من أولويات الدين، وهو من الأسباب التي تقرب الإنسان إلى الله.

إلا أن عاق الوالدين، أو التمرد على أوامرهما، أو إظهار الجفاء لهما، له نتائج خطيرة على الفرد أولا، ثم على الأسرة والوطن.

على مستوى الفرد، يعاني العاق من فقدان البركة في حياته، وقد يبتلى بشقاء في الدنيا والآخرة. كما أن العاق يعرض نفسه لغضب الله، حيث يقال في الحديث النبوي الشريف: “رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه” (رواه مسلم)، أي أن العاق لن يفلح في الحياة الدنيا.

أما على مستوى الأسرة، فإن الجفاء تجاه الوالدين يؤدي إلى تدهور العلاقات الأسرية بشكل عام، إذا كان الأبناء يظلمون والديهم ويعصونهما، فإن هذا يؤدي إلى قلة الإحترام والقدوة السليمة، وتبدأ الأسرة في فقدان التماسك والترابط الذي هو أساس الحياة الإجتماعية الصحية.

وفيما يتعلق بالوطن، فإن العاق للوالدين يعد بمثابة تهديد للقيم الأخلاقية التي يرتكز عليها الوطن، المجتمعات التي تتفشى فيها هذه السلوكيات تفقد الكثير من القيم الإنسانية، ما يؤدي إلى انعدام التضامن الإجتماعي وانهيار المبادئ التي تضمن التعايش السلمي، كما أن الفوضى الأخلاقية تؤثر على تنمية المجتمع واستقراره.

وفي الأخير، يجب التأكيد على أن كل فرد أن يتذكر أن بر الوالدين ليس فقط عبادة لله، بل هو طريق للنجاح في الدنيا والآخرة، وأن عاق الوالدين له تأثيرات مدمرة على الفرد والأسرة والوطن، لذا يجب أن يتم تعزيز ثقافة التضامن بين الأجيال، ونشر قيم الإحترام والرعاية، كي تبقى المجتمعات في استقرار وازدهار.

اللهم أحفظ بلدنا وأهلها من شرور ضعاف النفوس.

 

 

التعليقات مغلقة.