دُمرت القيم.. وحلت محلها الفردانية المتطرفة !!

عمر المصادي: تعَد القيم الإجتماعية من الركائز الأساسية التي تسهم في بناء المجتمعات وتماسكها، ومع تطور الزمن، شهدت العديد من الأسر والمجتمعات تحولات عميقة في منظومتها القيمية، حيث تراجعت القيم التقليدية لصالح الفردانية المتطرفة، مما أدى إلى ظهور مشاعر سلبية مثل الحقد والكراهية والوصولية.

الفردانية المتطرفة وتراجع القيم:
تشير الفردانية المتطرفة إلى التركيز المفرط على الذات والإهتمام بالمصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة، هذا التوجه يؤدي إلى ضعف الروابط الإجتماعية وتفكك النسيج الأسري والمجتمعي، حيث يصبح الفرد أكثر اهتماما بإشباع رغباته الشخصية دون مراعاة للآخرين، كما يسهم هذا التحول في تراجع القيم الجماعية والتضامن الإجتماعي، مما ينعكس سلبا على تماسك الأسرة (التي ينبغي أن تكون القدوة) والمجتمع واستقرارهما.

تفشي مشاعر الحقد والكراهية:
مع تزايد النزعة الفردية، تظهر مشاعر الحقد والكراهية، والحسد ، عند بعض الأفراد والجماعات، يعزى ذلك إلى التنافس الشديد على الموارد والفرص، مما يؤدي إلى صراعات وتوترات إجتماعية، كما يسهم غياب القيم المشتركة في تعزيز هذه المشاعر السلبية، مما يهدد استقرار الأسر والمجتمع وتماسكهما.

الوصولية والإنتهازية:
تُعتبر الوصولية والإنتهازية من الظواهر المرتبطة بتراجع القيم الإجتماعية، حيث يسعى الأفراد إلى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المبادئ الأخلاقية، مما يؤدي إلى استغلال الفرص والموارد بطرق غير سليمة، هذا السلوك يضعف الثقة بين أفراد الأسرة والمجتمع ويساهم في تفشي الكره.

الإنتصار لكل ما هو شخصي:
يلاحظ أن هناك ميلا متزايدا للتركيز على المصالح الشخصية وتفضيلها على المصلحة العامة. هذا التوجه يُضعف من روح التعاون والتضامن بين الأفراد، مما يؤدي إلى تراجع القيم الإنسانية المشتركة. كما يساهم في تعزيز النزعات الأنانية وتفشي الفردانية في الأسرة والمجتمع.

تجذر مشاعر الحقد والكراهية:
تسهم التحولات القيمية في تجذر مشاعر الحقد والكراهية في النفوس والعقول، حيث يؤدي تراجع القيم الإنسانية إلى تعزيز هذه المشاعر السلبية، مما يهدد التعايش السلمي بين أفراد المجتمع، كما يسهم في تفشي العنف والتطرف، مما يؤثر سلبا على استقرار الأسرة والمجتمع وتقدمهما.

ما احوجنا اليوم للعودة إلى القيم الإنسانية، لأن القيم تجعل للإنسان قيمة ومنزلة، ولحياته طعما، وتزداد ثقة الناس به، قال تعالى: (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا)...