منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب.. الدعوة إلى سن تشريعات تؤطر استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق انتقال رقمي متوازن وشامل
دعا برلمانيون أعضاء برابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي “أسيكا”، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، إلى سن تشريعات تؤطر استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق انتقال رقمي متوازن وشامل بدول الجنوب.
وأكد البرلمانيون، خلال جلسة حول “التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية والتطوير الصناعي في دول الجنوب”، ضمن أشغال المنتدى الثالث للحوار البرلماني جنوب-جنوب، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الدور البارز للبرلمانات في وضع سياسات تواكب من جهة الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، وتتصدى من جهة أخرى لمختلف التحديات التي يواجهها.
ونب هوا في هذا السياق، إلى أن توالي الهجمات السيبيرانية وانتشار الأخبار المضللة والكاذبة واستهداف المعطيات الخاصة للأفراد من ضمن التحديات التي تجعل من الضبط الصارم للفضاء الرقمي ووضع منظومة أخلاقية متكاملة، أولوية تشريعية م لحة.
كما سجلوا ضرورة الاستثمار في البنيات التحتية الرقمية من أجل تطوير الاقتصاد الرقمي، مبرزين أنه “لم يعد ممكنا اليوم استهلاك ما يتيحه الذكاء الاصطناعي فحسب”، بل يجب تعزيز السيادة الرقمية جنوب-جنوب.
مقابل ذلك، لفت البرلمانيون إلى أن محدودية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي وغياب الولوج العادل إلى التكنولوجيا ونقص التغطية بالأنترنيت، لاسيما بالنسبة للمجال القروي، يطرح ضرورة وضع سياسات دامجة تراعي العدالة الرقمية.
وفي هذا الإطار، دعوا إلى تشجيع الابتكار المحلي والاستثمارات التكنولوجية والتعاون مع القطاع الخاص لتعزيز الانتقال الرقمي والاستفادة من مختلف الفرص التي يتيحها في جميع المجالات.
واستعرض البرلمانيون تجارب دولهم في تطوير منظومات تشريعية تستخدم الذكاء الاصطناعي سواء في مجال القضاء أو التعليم أو الصحة أو القطاع المالي، لكنهم نب هوا أيضا إلى التحدي الذي يفرضه إدماج الذكاء الاصطناعي في المجالات الهامة من “اختفاء” لمجموعة من المهن وبالتالي تراجع فرص التوظيف. يشار إلى أن النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، المنظمة تحت شعار ” الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب، رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة”، تسعى إلى تعميق النقاش وتعزيز التشاور البرلماني حول القضايا المرتبطة بتحقيق التنمية المشتركة والتكامل والاندماج الإقليمي.
وتشكل جلسات المنتدى منصة لعرض فرص الاستثمار المتاحة وتشخيص إمكانيات التعاون جنوب- جنوب، من أجل اندماج وتكامل إقليمي أوسع من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتشبيك العلاقات الاقتصادية، واتخاذ التدابير التشريعية والسياسية الكفيلة بتوطيد الشراكات وتحقيق التكامل والتنمية المشتركة.
ح/م