نظم امس الأربعاء، بجماعة أوناغة (25 كلم عن الصويرة)، احتفال كبير تخليدا لليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2021.
وشكل هذا الاحتفاء، المنظم من قبل تعاونيات نسائية محلية بدعم من عمالة إقليم الصويرة، مناسبة لتسليط الضوء على المؤهلات الإيكولوجية والاقتصادية والسوسيو-ثقافية لشجرة الأركان، كرافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى إقليم الصويرة.
كما مثل هذا الحدث الذي بلغ دورته الخامسة، وحضره على الخصوص، عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، ورؤساء المصالح الخارجية المعنية، ومنتخبون، وممثلون عن السلطات المحلية، ومهنيون وفاعلون من المجتمع المدني، فرصة للاحتفاء بعدد من الشخصيات البارزة ضمن النسيج التعاوني النسائي المحلي والنساء القرويات نظير جهودهن الدؤوبة في سبيل تطوير وتثمين وصون هذه السلسلة.
وبالمناسبة، تابع الحضور عددا من الأشرطة الوثائقية التي تسرد تاريخ وأثر شجر الأركان بالإقليم، مع التركيز بشكل خاص، على الدور الأساسي لهذه الشجرة المستوطنة والبارزة بجنوب غرب المغرب، في مجال تحسين شروط عيش الساكنة المحلية، لاسيما عبر خلق فرص الشغل، لاسيما بالنسبة للنساء القرويات وتحفيز الاقتصاد المحلي.
إثر ذلك، قدمت رئيسة مصلحة برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الصويرة، نسيمة الوردي، عرضا مفصلا تناول المبادرات المنجزة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل دعم هذه السلسلة على الصعيد الإقليمي.
وسجلت أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت، في إطار مرحلتها الثالثة (2019-2024)، في خلق 44 مشروعا، بقيمة مالية إجمالية تقدر بـ24,9 مليون درهم لفائدة 440 شخصا.
من جانبه، أكد المدير الإقليمي للفلاحة، أحمد نجيد، أنه في إطار مشاريع تطوير شجرة الأركان منذ سنة 2020، تم تخصيص غلاف مالي يقدر بـ18,2 مليون درهم لدعم التعاونيات المحلية، مشيرا إلى أن 122 تعاونية تم تجهيزها بمعدات حديثة، وتجديد 22 مقرا للتعاونيات، وإجراء تشخيص لـ100 تعاونية لتحديد نقاط القوة ومجالات التحسين.
وأضاف السيد نجيد، في هذا السياق، أن نحو 100 تعاونية استفادت من التحسيس حول الممارسات الفضلى ومن دعم تقني من أجل تقوية قدراتها في الإنتاج ونجاعتها، موضحا أن هذه الجهود تروم الارتقاء بسلسلة شجر الأركان كمحرك للتنمية المستدامة والإدماج السوسيو-اقتصادي بالإقليم.
من جهة أخرى، استعرض باقي الممثلين المؤسساتيين حصيلة المبادرات والأعمال المنجزة من قبل مختلف القطاعات المعنية بتطوير وهيكلة هذه السلسلة الواعدة على الصعيد الإقليمي.
وحسب معطيات المديرية الإقليمية للفلاحة، فإن سلسلة الأركان بإقليم الصويرة تغطي مساحة قدرها 150.191 هكتارا، وهو ما يمثل 39 في المائة من الغطاء الغابوي الإقليمي، بالإضافة إلى 3.105 هكتارات مخصصة للأركان للاستخدام الزراعي. ويقدر الإنتاج السنوي من ثمار الأركان المجففة، التي تسمى محليا “أفياش”، بنحو 37.423 طن، في حين يصل إنتاج زيت الأركان إلى حوالي 1000 طن سنويا.
وبدعم من نسيج منظم من الفاعلين المحليين، يضم هذا القطاع حوالي 250 تعاونية متخصصة في زيت الأركان، و36 مقاولة خاصة، وثلاث اتحادات تعاونيات، ومجموعة مصالح اقتصادية، بالإضافة إلى جمعية إقليمية لذوي الحقوق تضم 9 فروع محلية، تعمل كلها من أجل التنمية المستدامة لهذا المورد الرمزي.