إطلاق المشاورات الأورو-متوسطية حول الميثاق الجديد من أجل المتوسط بسلا | حدث كم

إطلاق المشاورات الأورو-متوسطية حول الميثاق الجديد من أجل المتوسط بسلا

0
13/05/2025

انطلقت، اليوم الثلاثاء بسلا، اللقاءات التشاورية للجنة الدراسة الأورو-متوسطية (EuroMeSCo) حول الميثاق الجديد من أجل المتوسط، بحضور نخبة من كبار المسؤولين الأوروبيين، وصناع القرار، والخبراء، وفاعلي المجتمع المدني، وذلك بهدف تعزيز الحوار الأورو-متوسطي وتحديد حلول مشتركة للتحديات التي تواجه المنطقة المتوسطية.

ويندرج هذا اللقاء، المنظم من طرف مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط (IEMed)، في إطار مشروع “دعم التفكير والمشاورات حول الميثاق من أجل المتوسط”، الذي يهدف إلى اقتراح مقاربة جديدة، براغماتية وشاملة، لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وشركائه من الجنوب.

وفي كلمة بالمناسبة أكد الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، أهمية إطلاق تفكير معمق بشأن مستقبل العلاقات الأورو-متوسطية، مضيفا أن الظرفية الحالية مواتية لإعادة النظر في هذه العلاقات ولإعادة تقييم الدول لسياساتها الخارجية بشكل أوسع.

وأشار السيد العيناوي إلى أن فضاءات الحوار الاستراتيجي بدأت في التشكل، وأن السياسة باتت تستعيد اليوم مكانة مركزية بمعناها الحديث، مما يسمح بنقاشات أعمق حول طبيعة العلاقات التي ينبغي بناؤها، والقيم التي يجب تقاسمها، والسبل الكفيلة بتجاوز التراكمات الصعبة التي عرفتها السنوات الماضية.

وأكد على الاهتمام المتزايد الذي توليه الجهات الفاعلة في جنوب المتوسط لهذا النوع من النقاشات، مبرزا أن العديد من الشركاء مستعدون للانخراط في قضايا متعددة في إطار تعاون متجدد.

ونوه في هذا السياق بمبادرة الاتحاد الأوروبي مراجعة مقاربته من خلال الميثاق الجديد من أجل المتوسط، معتبرا أن هذه الدينامية تندرج في إطار تطلعات قوية في المنطقة.

من جهته، سلط سيفن فلورينس، الرئيس التنفيذي للمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، الضوء على الدور المحوري الذي تضطلع به منذ ثلاثة عقود كل من شبكة ” EuroMeSCo” والمعهد في تعزيز الحوار، والبحث، والدعوة لتقوية الروابط بين أوروبا وجوارها الجنوبي.

وشدد على الأهمية الحاسمة للخبرة المستقلة والتعاون متعدد الأطراف لمواجهة التحديات المشتركة، في ظل سياق جيوسياسي تطبعه النزاعات، وأزمة المناخ، والفوارق الاقتصادية، والتحولات الاجتماعية.

وأعرب السيد فلورينس عن دعم مؤسسته للتفكير في ميثاق جديد من أجل المتوسط، داعيا إلى اعتماد مقاربة شاملة، وتشاركية، وموجهة نحو المستقبل، تشمل الفاعلين في الجنوب بشكل كامل. وأكد أن هذا الميثاق يجب أن يتجاوز مستوى التصور البسيط، ويشجع على انخراط فعلي للفاعلين في المنطقة، مع تعبئة الجهود لتنفيذه على أرض الواقع.

وفي هذا السياق، كشف فلورينس أن تمرينا واسع النطاق عبر الإنترنت على المستوى الإقليمي أفرز نتائج أولية مهمة، أظهرت أن نحو 80 في المائة من خبراء الجوار الجنوبي يعتبرون الاتحاد الأوروبي الفاعل الرئيسي في المنطقة، بينما يرى غالبية المشاركين أن الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وجواره الجنوبي تحمل إمكانات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي، وتعزيز التحالفات الجيوسياسية.

وفي مداخلة له بالمناسبة، أبرز المدير العام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج في المفوضية الأوروبية، ستيفانو سانينو، أهمية الآلية الجديدة التي وضعتها المفوضية، والتي تخصص لأول مرة “ملفا” مخصصا للمنطقة المتوسطية، مؤكدا أن هذا التوجه يعكس الاهتمام الخاص الذي توليه رئيسة المفوضية الأوروبية لهذه المنطقة الاستراتيجية، مما يمثل تطورا غير مسبوق في هيكلة العلاقات الأورو-متوسطية.

وأوضح في هذا الإطار أن إعداد ميثاق من أجل المتوسط يستند إلى مكتسبات أجندة 2021 الخاصة بالمنطقة.

وأشار إلى أن المفوضية تعتمد مقاربة تشاورية قبل إتمام هذا الوثيقة الاستراتيجية، وذلك عبر إجراء مشاورات مع حكومات بلدان الجوار الجنوبي وفاعلي المجتمع المدني، من أجل فهم أفضل لانتظارات وأولويات المنطقة.

وأكد سانينو أن هذه المشاورات أظهرت وجود طلب قوي على إجراءات ملموسة وبراغماتية، تتجاوز المقاربات النظرية لصالح مشاريع واقعية من شأنها تحسين ظروف عيش السكان. كما شدد على ضرورة إعطاء الأولوية للمبادرات ذات الأثر المباشر، لا سيما في مجالات الطاقة، والاقتصاد الأخضر، والتعاون الجامعي، والبعد الثقافي، مع إيلاء اهتمام خاص للشباب.

ومن المرتقب أن تؤخذ خلاصات هذه المشاورات، التي ستتواصل إلى غاية 14 ماي الجاري، بعين الاعتبار في بلورة الميثاق الجديد من أجل المتوسط، تمهيدا لاعتماده بمناسبة الذكرى الثلاثين لانطلاق “عملية برشلونة”، بهدف تعزيز الشراكة الأورو-متوسطية والمساهمة في أمن ورفاه ضفتي المتوسط.

ح/م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.