تم مساء امس السبت في جنان السبيل الاحتفاء بالموسيقى والشعر الفارسيان ، خلال حفل موسيقي بديع وساحر قدمه طاقم موسيقي إيراني، مكر س للفن وللتقاليد الموسيقية لهذه المنطقة من العالم.
بصوتها البلوري القوي، سافرت المغنية سارة إقليمي بجمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة في رحلة إلى ذلك الشرق الغني والمتنوع بتراثه الشفهي والثقافي، عبر أنغام ضاربة في القدم، مشبعة بالحب والشعر والغموض.
وقد انغمس الحضور في أجواء ساحرة انسابت من الآلات الموسيقية التقليدية، متقاسمين مع العازفين لحظة خارجة عن الزمن.
سارة إقليمي، مرفوقة بميلاة محمدي (طار)، وعلي رضا مقرازي (كمانجة)، وروشانك رفاني (طبلة، دف)، أثبتوا من خلال عرضهم الملون أن المسافات تزول حين تتحول الموسيقى إلى فضاء للقاء والحوار والانفعال الخالص.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد ميلات محمدي، عضو المجموعة والعازف متعدد الآلات، أن مشاركة الفرقة في مهرجان فاس أتاحت لها تقديم الموسيقى الإيرانية التقليدية، “وهي في أصلها موسيقى ارتجالية”، إلى جانب مقطوعات موسيقية كردية وعربية.
وأضاف أن هذه المشاركة شكلت مناسبة حقيقية للمجموعة للتعريف “بموسيقانا وثقافتنا الغنية” أمام جمهور هذا المهرجان المرموق.
إنه جيل جديد من الموسيقيات الملتزمات بالقضية الفنية، ي جسدن استمرارية هذا الإرث التاريخي العظيم.
وقد كانت المنمنمات واللوحات القديمة شاهدة منذ القدم على حيوية الممارسات الموسيقية النسائية، سواء في بلاط الملوك أو في الحياة العامة، وذلك إلى حدود تجدد الموسيقى الراقية في خمسينيات القرن التاسع عشر.
وبالإضافة إلى فن الغناء الحر “آواز”، الذي غالبا ما ي خصص للرجال وي برز قصائد كلاسيكية، هناك “تصنيف”، وهو رصيد غنائي م ركب على أبيات شعرية محددة، وهو مشترك بين الرجال والنساء.
وتندرج الموسيقى الفارسية، بقدرتها على التجدد الدائم، ضمن ظاهرة فريدة في الشرق.فبدلا من الاقتصار على نقل حرفي للموروث التاريخي، تفضل صدق الإحساس.
كما أنها، نظرا لكونها ثمرة لإرث صوفي، تحتفظ بشعور نابض يدعو إلى النبل وعمق الوجدان.
ح/م