أشاد المشاركون في منتدى “شباب العالم الإسلامي: تحديات ما بعد جائحة كورونا” المنعقد بمراكش ما بين 1و3 يوليوز الجاري، بالدور الريادي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في النهوض بأوضاع الشباب.
ونوه المشاركون في البيان الختامي للمنتدى المنظم من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب، وبتنسيق مع منتدى التعاون الإسلامي للشباب التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار فعاليات “مراكش” عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025″، بتبني المملكة لسياسات عمومية رائدة تضع الشباب في صلب المشروع التنموي الجديد.
كما ثمنوا اختيار مدينة مراكش كعاصمة لشباب العالم الإسلامي لسنة 2025، معتبرين ذلك اعترافا دوليا بجهود المغرب، ومكانته المتميزة في النهوض بقضايا الشباب، وترسيخ ثقافة التضامن والتعاون بين الشعوب.
ودعوا، من جهة أخرى، إلى بلورة ميثاق شبابي إسلامي لما بعد الجائحة يكون بمثابة إطار مرجعي لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وكذا تقوية آليات التنسيق وتبادل التجارب، والعمل على دعم الإدماج الاقتصادي للشباب من خلال تمويل المبادرات الذاتية، وتوسیع مشاركة الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال دعم المبادرة وتحويل الأفكار إلى مشاريع وتعزيز فرص التكوين وريادة الأعمال، لا سيما في المجالات الرقمية والبيئية والمجتمعية.
كما شدد المشاركون على أهمية تيسير وصول الشباب إلى الثقافة والعلوم والتكنولوجيا، مع تهيئة الظروف الملائمة لحياة أفضل، وتعزيز العدالة الاجتماعية وتنمية التفكير النقدي، وتثمين القيم والأخلاقيات عند استخدام الذكاء الاصطناعي، مع احترام الضوابط والتشريعات الوطنية حماية لحقوق الأفراد والجماعات، وكذا ضرورة الاستثمار في الصحة النفسية للشباب، من خلال إدماجها في السياسات التعليمية والتربوية.
وتضمنت التوصيات أيضا، التأكيد على تعزيز الخدمات الموجهة إلى الشباب في هذا المجال، وتأهيل الفاعلين العاملين معهم، والدعوة إلى تقليص الفجوة الرقمية بين دول العالم الإسلامي، وتيسير الولوج إلى التكنولوجيا، وخلق بيئة تشجع على الابتكار وتعزز مشاركة الشباب في الثورة الرقمية بشكل عادل وآمن.
كما تم التأكيد على أهمية دعم التبادل الثقافي بين شباب دول العالم الإسلامي، وإحداث منصة دائمة للحوار والتنسيق تعمل على تتبع مخرجات المنتدى، وتنظيم دورات سنوية لدراسة قضايا الشباب، وصياغة مقترحات عملية للتفاعل معها بفعالية وواقعية.
وشهد هذا المنتدى مشاركة 146 شابا وشابة يمثلون 48 دولة من مختلف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى وفود رسمية وممثلين عن منظمات دولية واقليمية ومؤسسات شبابية وخبراء وباحثين.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى في سياق دولي استثنائي فرضته التحولات التي خلفتها جائحة كورونا، وما نجم عنها من تداعيات صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية عميقة أثرت بشكل مباشر على فئة الشباب في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في الدول الإسلامية.
وشكل المنتدى مناسبة للحوار والتفكير الجماعي من أجل تحليل آثار الجائحة على أوضاع الشباب، واستشراف آفاق مرحلة ما بعد الأزمة، ووضع تصور مشترك لتقوية صمود الشباب وتعزيز أدوارهم التنموية والاجتماعية.
ح/م