يبحث المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي انطلقت أشغاله امس الثلاثاء بالقاهرة، موضوع “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”، بمشاركة ممثلي عدد من البلدان الإسلامية من بينها المغرب.
ويناقش المؤتمر، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم على مدى يومين، عددا من القضايا المحورية المرتبطة بمستقبل الفتوى في ظل التطورات التقنية، بما يعزز من دور الإفتاء الرشيد في هذا العصر المتغير.
ويشهد المؤتمر مشاركة ممثلي أزيد من 100 دولة، من بينهم مسؤولين حكوميين وعلماء إلى جانب نخبة من الأكاديميين وخبراء الذكاء الاصطناعي.
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر خمس جلسات علمية وأربع ورشات عمل متخصصة، تهدف إلى مناقشة سبل تأهيل المفتين للتعامل الواعي مع أدوات الذكاء الاصطناعي، وتقديم خطاب ديني منضبط يواكب مستجدات العصر.
وبحسب المنظمين فإن المؤتمر ينعقد في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم على المستويين العلمي والتقني، مما يستدعي الجمع بين الرؤية الشرعية الواعية والفهم المتزن لأدوات الذكاء الاصطناعي، دون إفراط أو تفريط، مؤكدين على ضرورة التحلي باليقظة اتجاه بعض التوجهات التي تسعى إلى النيل من الثوابت الدينية وتفكيك المرجعيات تحت دعاوى التحديث والتقدم.
كما حذروا من محاولات استغلال أدوات الذكاء الاصطناعي في تقديم فتاوى شاذة ومغلوطة تتنافى مع سماحة الشريعة الإسلامية ووسطيتها.
وقال نظير عياد، مفتي الجمهورية المصرية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في افتتاح المؤتمر، إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو نعمة عظيمة يمكن للبشرية الاستفادة منها بما يخدم تقدمها وحضارتها، شريطة أن ي حسن الإنسان توظيف هذه التقنيات، مشددا بالمقابل على ضرورة معالجة التساؤلات العميقة التي تثيرها هذه التحولات حول جوهر الإنسان وطبيعته، وهو ما يتطلب من العلماء دراسة هذه القضايا بعمق لإيجاد حلول تضمن التوازن بين التقدم التكنولوجي وحفاظ الإنسان على قيمه وأصالته.
ح/م