حدث وان قيل ولا زال ، بان الأغلبية الحكومية منسجمة و “سمن على عسل” منذ تعيينها يوم 7 أكتوبر 2021، والتي انبثقت عن انتخابات 8 شتنبر من نفس السنة.
ورغم الانتقادات و الاتهامات التي وجهت لرئيس الحكومة قبل واثناء الحملة الانتخابية، خصومه السياسيين، منهم عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة آنذاك، والتي كانت قاسية في حق عزيز اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار، حيث اتهمه بالمساهمة في ارتفاع أسعار المحروقات وكسب ما لا يقل عن 15 مليار درهم بدون وجه حق ، وبـ”قُفف جود” التي وُزعت اثناء الانتخابات . إضافة الى انه صرح اذا لم يكن رئيسا للحكومة بصفته امينا عاما لحزب “كبير” ، لا يمكن ان يكون وزيرا تحت امرة عزيز اخنوش.. بيد انه بعد تعيين عزيز اخنوش رئيسا للحكومة ، اصبح عبد اللطيف وهبي وزيرا في حكومة اخنوش ، والذي اصبح فيما بعد “راجل مزيان”،… الخ.
اما نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، فقد اتهم هو الآخر عزيز اخنوش، بالجشع في كسب الربح من المحروقات التي تتربع شركاته على حصة الأسد في التوزيع، وتسبب ذلك في غلاء المعيشة على المواطنين بلا حسيب ولا رقيب، إضافة الى استعمال المال في الانتخابات ـ حسب نزار ـ وانتقادات أخرى تتعلق بتدبيره لوزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري لمدة تفوق 14 سنة، وفشله في عدة برامج أهمها المغرب الأخضر، وصندوق تنمية العالم القروي الذي كانت له “قصة” مع رئيس الحكومة السابق عبد الاله ابن كيران، دون ان ينعكس ذلك على الفلاح الصغير، والى ذلك من الاتهامات التي لا يمكن ان ينساها عزيز اخنوش.
لكن الاخير ظل صامتا وصامدا ، يتلقى الضربات ويعمل في الخفاء، وترك مهمة التصدي والهجوم على الخصوم لشباب يتوفرون على “سنطيحة” والقدرة على قول “أي كلام” بدون خجل ولا الإحساس بوخزة ضمير للرد على الخصوم مسنودين بوسائل الاعلام التي يعرفها المهنيون وعلى لسان كل متتبع للشان السياسي، إضافة الى ما يسمى بـ”المؤثرين” عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، التي تديرها وكالات التواصل المتعاقدة مع الحزب من خارج الوطن، وداخله، الى غير ذلك من الوسائل. .
وعلى هذا المنوال كانت البداية.. اما النهاية فلا يعلمها الا الله، لكن الحرب الباردة والضرب “تحت الحزام ” مرة أخرى، بدات قبل عيد الأضحى الماضي، بقضية “الفراقشية” التي اطلقها نزار بركة على المستفيدين من الدعم لاستيراد الاغنام من اجل تغطية حاجيات عيد الاضحى سنتي 2023/24. وجلهم ينتمون لحزب “الحمامة” الذين راكموا أرباحا خيالية واللامشروعة ، دون ان ينعكس ذلك على المواطن المغربي، ـ ومرة أخرى يقولها نزار بركة المشارك في الحكومة ـ ، فتدخل جلالة الملك حفظه الله ليلغي اضحية عيد الأضحى ويجنب الشعب المغربي نار الاثمنة التي أصبحت لا تطاق..
واما المنسقة العامة لحزب “التيبورتور” فاطمة الزهراء المنصوري بعدما تم استبدال “الجرار رباعي العجلات” والذي كان يقوده عبد اللطيف وهبي فتم انزاله قبل انتهاء هذه الحكومة، فقد صرحت في احدى اللقاءات: “داك الحمامة غادي نريشوها”، بمعنى “نحن قادمون وهذه المرة بـ”تريبورتور” للدوس على “الحمامة بعد ترييشها” ، وكأنها تعلم علم اليقين بان “المواطر” او الدراجات النارية ستكونوا بمثابة رصاصة الرحمة للاغلبية الحكومية.
وبالفعل صدقت الرؤية، فاختار “بولعجول” الرئيس المدير العام لشركة “نارسا” التابع لعبد الصمد قيوح وزبر النقل واللوجيستيك الاستقلالي والمنتمي للاغلبية، التوقيت لاصدار مذكرة تطبيق مدونة السير التي ظلت في الرفوف لمدة 14 سنة، مع بداية الشهر الحالي، على الدراجات النارية ” العادية منها والثلاثية التي تفوق سرعتها ” 50 كلم ساعة” ولا يتوفر سائقها على رخصة السياقة، لانهم يتسببون في 40 في المائة من حوادث السير التي تخلف اكثر من 4 الاف قتيل في السنة، كان هذه الحوادث لم ينتبه لها احد منذ
2010، الى يومنا هذا وفي هذا الشهر بالضبط، فتم حجز آلاف الدراجات في وقت وجيز، وادى الامر بحوالي مليوني شخص يستعملون هذا النوع من الدراجات النارية، التي اقتنوها من شركات مغربية وبورقة رمادية مصادق عليها وصادرة عن شركة “ناصر بولعجول” الذي تربع على راسها لمدة 10 سنوات ، من جيل “الحزب المعلوم”، الى الاستعداد لخوض اضراب وطني والاحتجاجات امام وزارة النقل و شركة “نارسا”، للمطالبة بمحاسبة المستوردين وشركات التوزيع، والجمارك، لانهم هم المسؤولون على ادخال الدراجات الغير مطابقة للمدونة.
ولتجنب “الغضب” سارع رئيس الحكومة عزيز أخنوش الى الاتصال بوزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح الوصي على “بولعجول “، لايقاف “المهزلة” التي شارك فيها عدد من المتدخلين، منهم المنتمين لحزب نزار بركة ” واخرون، ليبين لاصحاب الدراجات النارية بانه “مافراسوش وكان كونجي” و”الفاهم يفهم ما حصل قبل الرخصة السنوية “، مما يدل بان الرجل بدأ في “رد الصرف”، وكما يقال، “اللي رد دقتو على عام زرب” .. لكن الضحية هو الشعب اللي خاصو “ايعيق شيشوية!” والانتخابات على الابواب.