إسبانيا تعيد ترتيب أوراقها مع إسرائيل..!
مدريد _ عبد العلي جدوبي : جددت إسبانيا على لسان رئيس وزرائها بيدرو سانشيز تاييدها للقضية الفلسطينية ، ودعم المواقف الدولية الداعية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ، وحماية المدنيين ، ووقف جرائم الأبادة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في حق المواطنين العزل بهدف التهجير والضم والاستيطان..
وقد لقيت هذه الدعوة الاسبانية إشادة من الخارجية والمغتربين الفلسطينية للحكومة الإسبانية ، ودعت الدول الأوروبية لتحذو حذو المملكة الإسبانية لوقف الحرب وحماية المدنيين الفلسطينيين ، و من جهه أخرى اعلنت وزارة الخارجية الإسبانية ( الثامن من شتنبر الجاري ) استدعاء سفيرها في تل أبيب للتشاور وذلك بعد ساعات من إتهام وزير الخرجية الاسرائيلي( جذع ساعر) الحكومة الاسبانية ” بمعاداة السامية ” في اعقاب تدابيرها الأخيرة ضد السفن والطائرات المتجهة عبر موانئها ومجالها الجوي إلى اسرائيل .
وقال سانشيز في تصريح للصحفيين بالعاصمة مدريد أن ما تفعله اسرائيل في غزة ليس دفاعا عن النفس ، بل هو تدمير لشعب اعزل ، وأضاف انه خلال العاملين الماضيين بدلت اسبانيا جهودا متواصلة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية في غزة. واستطرد في تصريحه للصحفيين أن اسبانيا اتخذت تسعة اجراءات إضافية سارية المفعول لحضر بيع الاسلحه لإسرائيل ، وذلك بمنع السفن من الرسو في الموانئ الاسبانيه ومنع جميع الطائرات التي تحمل مواد دفاعية عسكرية إلى اسرائيل من استخدام المجال الجوي الاسباني ، وتفاعلت عدة نخب سياسية مع دعوة رئيس الوزراء الإسباني إلى استبعاد اسرائيل أيضا من جميع الفعاليات الثقافية والفنية الدولية بإسبانيا بسبب ما تقوم به في حربها في قطاع غزة ، في خطوه تزامنت مع موقف وضغوطات أوروبية على إسرائيل ، و كان البرلمان الاسباني _ كما هو معلوم _ قد صادق يوم 20 ماي الاخير على مقترح حضر بيع الاسلحه للكيان الصهيوني ، ورأت شخصيات سياسية إسبانية بصحيفة الباييس ما مفاده أن اسبانيا لا تتعاون مع أية دولة ترتكب إبادة جماعية ، أو جرائم ضد الإنسانية ، وانه لا يمكن لدول العالم أن تتعاون مع مثل هذه الدول المجرمة بأي شكل من الاشكال ..
وباستثناء الحزب الشعبي اليمني وحزب فوكس وافقت جميع الاحزاب السياسيه الاسبانيه بما فيها حزبي بوديموس اليساري والجمهوري الكتلاني المعارضين قبول مقترح سانشيز ، ويشار أيضا إلى أن اسبانيا اعترفت بدولة فلسطين في 22 ماي 2024 وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أشادت بهذا القرار الذي اعتبرته تاريخيا وانتصارا للقضية الفلسطينية
لقد تصاعدت خلال الآونة الأخيرة المواقف الاوروبيه المستنكرة للإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة. وعملية التجويع الممنهجة ، ورأت انها جرائم جعلت الكيان الصهيوني في مواجهة أكبر حلفائه الدوليين ؛ وفي بيان مشترك شمل ست دول أوروبية دعا الى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ، وإنهاء الحصار وفتح الممرات أمام دخول المساعدات الانسانية ، وهي الخطوة التي حظيتن بدعم عشرة دول اخرى من الإتحاد الاوروبي _ حسب موقع يورو نيوز _ من بينها ايرلندا وهولندا وفنلندا والبرتغال وسلوفينيا والسويد ، كما نددت كبريات الصحف الأوروبية بدورها بسياسة هذا ( النتن ياهو ) ووصفت سياسته بالسياسة الرعناء التي تعتمد على العنف والإبادة الجماعية ، كما وصفت الصحيفة العبرية ( هآريس) السياسة التي ينهجها رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنها تفتقر إلى استراتيجية واضحة ، كما ان الحلف الدولي _ تضيف الصحيفة _ المحيط بإسرائيل بدأ تدريجيا في التصدع ، وقد ينهار كاملا اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه ، واضافت أن الرئيس الامريكي همش نتنياهو خلال الآونة الأخيرة ، وتم تقليص المساعدات المالية والأسلحة الدفاعية الموجهة لإسرائيل ، وهناك خيبة أمل في صفوف اليمين الاسرائيلي اتجاه الرئيس ترامب حيث بدأ التشكيك بكل وعوده السياسية السابقة !
اسبانيا تواصل دعمها للفلسطينيين. وتقوم بمجهودات لحث الدول الأوروبي لإتخاد اجراءات مماثلة لردع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين أمام صمت عربي متخادل !!