بريمن الألمانية تعيش على إيقاع الثقافة المغربية | حدث كم

بريمن الألمانية تعيش على إيقاع الثقافة المغربية

0
21/09/2025

عاشت مدينة بريمن، الواقعة في شمال غرب ألمانيا، على مدى ثلاثة أيام (من 18 إلى 20 شتنبر) على إيقاع الثقافة والتقاليد المغربية، وذلك في إطار “الأيام الثقافية المغربية” التي نظمتها جمعيات وفاعلون من المجتمع المدني الألماني-المغربي.

وجرت هذه التظاهرة في ساحة السوق الشهيرة، القلب التاريخي والرمز المؤسساتي لولاية بريمن، حيث استقطبت مئات الزوار المغاربة والألمان ومن ذوي الجنسيات المزدوجة، في أجواء اتسمت بالبهجة وقيم المشاطرة والتآزر.

وشكلت ساحة السوق، التي يحيطها البرلمان الإقليمي ومقر مجلس الشيوخ، فضاء رمزيا لاحتضان مظاهر الثقافة المغربية وتقاليدها العريقة.

واخت تمت التظاهرة بحفل موسيقي بهيج أضفى على الساحة أجواء احتفالية، أحيته باقة من الأنغام المغربية قدمها عدد من الفنانين، يتقدمهم المطرب عصام كمال، مؤسس فرقة “مازاغان”، إلى جانب مجموعة من ”الدي دي” الشباب. ثم ألهبت “الدقة المراكشية” حماس الجمهور بعرض تفاعلي، قبل أن تختتم فرقة “الكدرة باب الصحراء” القادمة من كلميم الأمسية، مصطحبة الحاضرين في رحلة شعرية آسرة إلى عمق الصحراء عبر أنغام الفن الحساني الأصيل.

وحظي هذا الحدث، الذي نظم بدعم من سفارة المملكة بألمانيا والمكتب الوطني المغربي للسياحة، بإقبال لافت من أفراد الجالية المغربية المقيمة في بريمن، ومن آخرين قدموا من مدن ألمانية مختلفة، إلى جانب ساكنة المدينة وزوار الحي التاريخي. ولم يفو ت حتى مشجعو ناديي فيردر بريمن وفرايبورغ، اللذين تواجها في مباراة ضمن الدوري الألماني انتهت بفوز فرايبورغ بثلاثية نظيفة، فرصة التوقف قبل وبعد اللقاء للاستمتاع بأجواء الاحتفال المغربي، في مشهد غلبت فيه روح التقاسم والبهجة على حدة المنافسة الرياضية.

وعرض البرنامج باقة غنية ومتنوعة من الأنشطة شملت فنون الطبخ والسينما والفكاهة والذاكرة، توزعت على أماكن مختلفة في المدينة.

وأتاحت ورشات الطبخ للحضور الألماني وللشباب من أصول مغربية التعرف على كيفية تحضير أطباق شهيرة من المطبخ المغربي، مثل الكسكس والطاجين، فيما عرض مخرجون مغاربة مقيمون في بريمن أعمالهم السينمائية، مسلطين الضوء على تنوع الإبداع الثقافي بالمغرب. كما أحيا فنانون كوميديون فقرات فكاهية، في حين قد م أفراد من الرعيل الأول للجالية المغربية، الذين استقروا في بريمن منذ ستينيات القرن الماضي، شهادات عن مساراتهم وتجاربهم في الاندماج بهذه المدينة الصناعية والمينائية، رمز ألمانيا ما بعد الحرب.

ولاقت المبادرة إشادة من عدد من المسؤولين السياسيين المحليين، من بينهم أعضاء في مجلس شيوخ بريمن، الذين أبرزوا مساهمة الجالية المغربية في التنمية المحلية وأهمية مثل هذه الأنشطة في تعزيز التبادل الثقافي.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشادت سفيرة المغرب بألمانيا، زهور العلوي، بهذه المبادرة التي تقودها الجمعيات المغربية، منوهة بالدعم والانفتاح اللذين أبداهما المسؤولون المحليون وساهما في نجاح التظاهرة.

وأكدت السيدة العلوي أن الثقافة تشكل إرثا حيا أساسيا في المغرب، يتجلى عبر الموسيقى وفنون الطبخ والسينما وسائر الفنون، ويعكس غنى التقاليد المشتركة، مشيرة إلى أن هذه التعابير تمثل جسورا تعزز الفهم والتقارب بين الشعوب.

وأبرزت أهمية أن تحافظ الجالية المغربية المقيمة بالخارج على صلتها بهذا الإرث الثقافي، باعتباره رابطا إضافيا مع الوطن الأم، مبرزة كذلك دور هذه المبادرات في مواكبة الدينامية السياحية التي يشهدها المغرب والتعريف بموروثه الثقافي لدى جمهور ألماني معروف بشغفه باكتشاف ثقافات العالم.

كما شددت على قيمة هذه الأيام الثقافية كجسر حضاري يقرب بين المغاربة والألمان من خلال الاكتشاف المتبادل والحوار، داعية إلى مزيد من المبادرات المماثلة لما تحمله من أثر في توطيد الصداقة وتشجيع التعاون الإنساني والاجتماعي والثقافي بين البلدين.

من جانبها، أعربت كاتبة الدولة المكلفة بالثقافة في ولاية بريمن، كارمن إيميغولتس، عن سعادتها بهذه المبادرة التي اعتبرتها نموذجا لمسار ناجح في المشاركة والاندماج. وأكدت أن الانفتاح وروح التسامح شكلا جوهر هذه الأيام الثقافية للمغرب، التي صممت كفضاء للقاء وتقاسم التجارب، متاح وملهم لمختلف مكونات المدينة.

وأجمع عدد من المشاركين على أن هذا الحدث الفني، الذي أضفى حيوية على مدينة بريمن طيلة ثلاثة أيام، ذكر بمكانة الجالية المغربية المنحدرة من أوائل موجات الهجرة إلى ألمانيا في ستينيات القرن الماضي، كجزء أصيل من النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للجهة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.