بمناسبة اليوم العالمي للسياحة: الوزيرة فاطمة الزهراء عمور في "حوار" | حدث كم

بمناسبة اليوم العالمي للسياحة: الوزيرة فاطمة الزهراء عمور في “حوار”

0
26/09/2025

خصت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار بمناسبة اليوم العالمي للسياحة (27 شتنبر) الذي يتم الاحتفال به هذه السنة تحت شعار: “السياحة والتحول المستدام” وفيما يلي نصه عن المصدر: 
 ما هي بالأرقام حصيلة الموسم السياحي 2025 في المغرب؟ وماذا عن الآفاق المستقبلية؟
الحصيلة إيجابية جدا. فإلى غاية متم شهر غشت الماضي، استقبلنا 13,5 مليون سائح، أي بزيادة قدرها 15 في المائة مقارنة بسنة 2024، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف المعدل العالمي المقدر بـ 5 في المائة حسب منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة. أما عدد ليالي المبيت فقد تجاوز 20 مليون ليلة إلى حدود نهاية غشت، فيما بلغت العائدات 67 مليار درهم إلى غاية متم يوليوز، أي بارتفاع نسبته 10 في المائة و13 في المائة على التوالي مقارنة بسنة 2024.
وبالنسبة للفترة المتبقية من العام، قمنا بتأمين المقاعد الجوية. كما تتواصل جهود الترويج في أسواقنا الاستراتيجية وتلك الواعدة، فيما يشهد المنتوج السياحي الوطني تحسنا على صعيد البنيات التحتية وكذا التجارب السياحية.
وتشكل هذه النتائج الملموسة دليلا على نجاعة خارطة الطريق، وعلى ثقة السياح، وكذا على تعبئة كافة الأطراف المعنية، وهو ما يؤكد أن 2025 ستكون سنة استثنائية.
ما هي الأولويات الكبرى لتعزيز هذه الدينامية وتسريع انتقال القطاع نحو نموذج أكثر استدامة؟

أولوياتنا واضحة ومشتركة مع المهنيين: مواصلة تنفيذ خارطة الطريق 2023-2026، التي أطلقتها الحكومة، والمرتكزة على النقل الجوي، والاستثمار في البنيات التحتية السياحية، والنهوض بالرأسمال البشري.
لكننا نتطلع إلى ما هو أبعد من ذلك. فابتداء من شهر أكتوبر، سنطلق عملية إعداد خارطة الطريق 2027-2030، من أجل ترسيخ المكتسبات وتسريع وتيرة التنمية.
وسترتكز هذه المرحلة على ثلاثة محاور أساسية: التميز في الأداء، حتى يتم الاعتراف بالمغرب كوجهة عالمية المستوى؛ والإنصاف الترابي، حتى تستفيد جميع الجهات؛ والاستدامة، التي تشكل بالفعل جوهر عملنا وسنواصل تعزيزها أكثر.
كيف يعتزم المغرب تنويع عرضه السياحي وتحقيق توزيع أفضل للتدفقات السياحية بين مختلف الجهات؟
يتميز المغرب بتنوع وجهاته، حيث يمكن للزائر استكشاف المدن القديمة، والصحراء، والطبيعة، والسواحل، مما يتيح توزيع السياح بشكل طبيعي.
لكن في ظل النمو الحالي، يجب أن نستبق الأمور. لذلك أدرجنا مجالات موضوعاتية في خارطة الطريق مثل رياضة المشي الجبلي (تريكنغ)، والصحراء والواحات، والسياحة الثقافية، والعطلات القصيرة في المدن، إضافة إلى رياضات التزلج.
كما نتوفر على برامج سياحية فريدة، مثل برامج الإقامة لدى الساكنة المحلية، التي تمكن السياح من الانغماس في المعيش اليومي للسكان.
وأخيرا، وبفضل شراكة نوعية، عملت الحكومة على تعزيز الربط الجوي الداخلي لتحفيز السياح على استكشاف مناطق أخرى.
 يتم الاحتفاء باليوم العالمي للسياحة هذه السنة تحت شعار “السياحة والتحول المستدام”. برأيكم، ما هي الآليات التي سيتم تفعيلها لتعزيز الاستدامة والابتكار في قطاع السياحة بالمغرب؟
أود أولا أن أشيد بجهود مجموع المهنيين بمناسبة اليوم العالمي للسياحة. كما أن هذه المناسبة تمثل لحظة مهمة للتذكير بأن الاستدامة توجد في صلب استراتيجيتنا، إذ أن حماية مواردنا مسألة ضرورية لمستقبل القطاع.
وقد خصصت الحكومة لهذا الغرض شقا كاملا ضمن خارطة الطريق. كما تطورت التشريعات لتشمل أشكال إقامة جديدة، مثل الإقامة لدى السكان المحليين، التي تعزز الانغماس الثقافي واحترام البيئة.
وأطلقت الحكومة أيضا العديد من البرامج الهيكلية، مثل “Go Siyaha – النمو الأخضر”، الذي يدعم النجاعة الطاقية والتدبير المستدام للموارد المائية، إضافة إلى البرنامج الخاص بالقرى السياحية الذي يساهم في تثمين 16 منطقة قروية.
كما يشجع الميثاق الجديد للاستثمار المشاريع المسؤولة. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال الحاضنات المخصصة لفن الطبخ، وألعاب الترفيه الرقمية، والخدمات الرقمية، نعمل على إعداد تجارب جديدة للسياح.
وفي هذا الإطار، مكن مؤتمر إفران الدولي حول السياحة المستدامة، المنظم بمناسبة هذا اليوم، من إعادة التأكيد على التزام الحكومة بإرساء سياحة مسؤولة، تتسم بالاستدامة وتعود بالنفع على الجميع.
من المقرر أن يستضيف المغرب تظاهرات رياضية دولية. كيف يستعد القطاع لهذه الاستحقاقات، وما هي المشاريع ذات الأولوية الجاري تنفيذها لتحسين البنى التحتية للاستقبال والربط ؟
تشكل هذه التظاهرات واجهة رائعة، لكنها بالأخص فرصة لترك إرث دائم. فقد أتاحت لنا خارطة الطريق أساسا متينا، والإعلان عن تنظيم هذه التظاهرات أعطى زخما إضافيا لتنفيذها.
وتبقى أولوياتنا ثابتة: تعزيز الربط الجوي، وتطوير الإيواء السياحي من حيث الكم والنوع، وإثراء العرض الخاص بأنشطة الترفيه، والاستثمار في الرأسمال البشري.
وتعكس برامج مثل “Go Siyaha”، و”Cap Hospitality”، و”Kafaa”، و”Cap Excellence”، إضافة إلى التكوين المستمر بالتعاون مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، بشكل ملموس هذه الطموحات. فهدفنا واضح: أن نكون مستعدين، وأن نظهر للعالم مغربا في مستوى هذه المواعيد الكبرى.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.